هو أيوب بن موص بن زراح بن العيص بن إسحاق ابن إبراهيم الخليل عليه السلام.
قال ابن كثير ( ) : قال علماء التفسير والتاريخ وغيرهم ، كان أيوب رجلاً كثير المال من سائر صنوفه وأنواعه من الأنعام والعبيد المواشي والأراضي المتسعة بأرض البثينة من أرض حوران . وحكى ابن عساكر أنها كلها كانت له ، وكان له أولاد وأهلون كثير فسلب من ذلك جميعه وابتلى في جسده بأنواع البلاء ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه، يذكر الله عز وجل بها وهو في ذلك كله صابر محتسب، ذاكر لله عز وجل في ليله ونهاره وصباحه ومسائه، وطال مرضه حتى عافه الجليس، وأوحش منه الأنيس، وأخرج من بلده وألقي على مزبلة خارجها، وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته، كانت ترعى له حقه، وتعرف قديم إحسانه إليها وشفقته عليها، فكانت تتردد إليه فتصلح من شأنه، وتعينه على قضاء حاجته وتقوم بمصلحته . وضعف حالها وقل مالها حتى إنها كانت تخدم الناس بالأجر، لتطعمه وتقيم أوده، رضي الله عنها وأرضاها، وهي صابرة معه على ماحل بهما من فراق المال والولد وما يختص بها من المصيبة بالزوج، وضيق ذات اليد وخدمة الناس بعد السعادة والنعمة والخدمة والحرمة ، فإن لله وإنا إليه راجعون ... قال: ولم يزد هذا كله أيوب عليه السلام إلا صبراً واحتساباً وحمداً وشكراً حتى أن المثل ليضرب بصبره عليه السلام ..
قال: ثم إن الناس لم يكونوا يستخدمونها لعلمهم أنها امرأة أيوب خوفاً أن ينالهم من بلائه أو تعديهم بمخالطته ، فلما لم تجد أحداً يستخدمها عمدت فباعت لبعض بنات الأشراف إحدى ضفيرتيها بطعام طيب كثير ، فأتت به أيوب فقال : من أين لك هذا ؟ وأنكره . فقالت : خدمت به إناساً فلما كان الغد ، لم تجد أحداً فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به فأنكره أيضاً وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام ، فكشفت عن رأسها خمارها فلما رأى رأسها محلوقاً قال في دعائه : { ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } .. وحلف أيوب عليه السلام أن يضربها مائة سوط لبيعها ضفائرها .
وروى ابن أبي حاتم بسنده إلى أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قالك : ( إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنه فرفضه القريب و البعيد ... الحديث ) .
ثم لما أراد الله رفع ضره وبلائه ، أمره أن يضرب الأرض برجله { أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب } . فانبع الله له عيناً باردة الماء، وأمر أن يغتسل فيها، ويشرب منها ، فأذهب الله عنه ما كان يجده من الألم والأذى والسقم والمرض .
ولما عافى الله أيوب عليه السلام أمطر عليه ذهباً كثيراً ، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بينا أيوب يغتسل عريانا فخر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحتثي في ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى وعزتك ولكن لا غنى بي عن بركتك ) ( ) .
ورخص الله لأيوب عليه السلام فيما كان من حلفه ليضربن زوجه مائة سوط ، قال تعالى : { وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب } . فأُمر أن يجمع قبضة من قضبان مختلفه يجمعها أصل واحد من العهن والصوف ونحوه ، ويضرب زوجه ضربة واحدة . فيبر بيمينه ولا يحنث . والحمد لله إله الأولين والآخرين.
.............
قال ابن كثير ( ) : قال علماء التفسير والتاريخ وغيرهم ، كان أيوب رجلاً كثير المال من سائر صنوفه وأنواعه من الأنعام والعبيد المواشي والأراضي المتسعة بأرض البثينة من أرض حوران . وحكى ابن عساكر أنها كلها كانت له ، وكان له أولاد وأهلون كثير فسلب من ذلك جميعه وابتلى في جسده بأنواع البلاء ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه، يذكر الله عز وجل بها وهو في ذلك كله صابر محتسب، ذاكر لله عز وجل في ليله ونهاره وصباحه ومسائه، وطال مرضه حتى عافه الجليس، وأوحش منه الأنيس، وأخرج من بلده وألقي على مزبلة خارجها، وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته، كانت ترعى له حقه، وتعرف قديم إحسانه إليها وشفقته عليها، فكانت تتردد إليه فتصلح من شأنه، وتعينه على قضاء حاجته وتقوم بمصلحته . وضعف حالها وقل مالها حتى إنها كانت تخدم الناس بالأجر، لتطعمه وتقيم أوده، رضي الله عنها وأرضاها، وهي صابرة معه على ماحل بهما من فراق المال والولد وما يختص بها من المصيبة بالزوج، وضيق ذات اليد وخدمة الناس بعد السعادة والنعمة والخدمة والحرمة ، فإن لله وإنا إليه راجعون ... قال: ولم يزد هذا كله أيوب عليه السلام إلا صبراً واحتساباً وحمداً وشكراً حتى أن المثل ليضرب بصبره عليه السلام ..
قال: ثم إن الناس لم يكونوا يستخدمونها لعلمهم أنها امرأة أيوب خوفاً أن ينالهم من بلائه أو تعديهم بمخالطته ، فلما لم تجد أحداً يستخدمها عمدت فباعت لبعض بنات الأشراف إحدى ضفيرتيها بطعام طيب كثير ، فأتت به أيوب فقال : من أين لك هذا ؟ وأنكره . فقالت : خدمت به إناساً فلما كان الغد ، لم تجد أحداً فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به فأنكره أيضاً وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام ، فكشفت عن رأسها خمارها فلما رأى رأسها محلوقاً قال في دعائه : { ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } .. وحلف أيوب عليه السلام أن يضربها مائة سوط لبيعها ضفائرها .
وروى ابن أبي حاتم بسنده إلى أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قالك : ( إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنه فرفضه القريب و البعيد ... الحديث ) .
ثم لما أراد الله رفع ضره وبلائه ، أمره أن يضرب الأرض برجله { أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب } . فانبع الله له عيناً باردة الماء، وأمر أن يغتسل فيها، ويشرب منها ، فأذهب الله عنه ما كان يجده من الألم والأذى والسقم والمرض .
ولما عافى الله أيوب عليه السلام أمطر عليه ذهباً كثيراً ، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( بينا أيوب يغتسل عريانا فخر عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحتثي في ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى وعزتك ولكن لا غنى بي عن بركتك ) ( ) .
ورخص الله لأيوب عليه السلام فيما كان من حلفه ليضربن زوجه مائة سوط ، قال تعالى : { وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب } . فأُمر أن يجمع قبضة من قضبان مختلفه يجمعها أصل واحد من العهن والصوف ونحوه ، ويضرب زوجه ضربة واحدة . فيبر بيمينه ولا يحنث . والحمد لله إله الأولين والآخرين.
.............