حياتنا

اهلا وسهلا بك زائرنا الجميل
منتدى حياتنا يرحب بك اجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتا سعيدا مليئا بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فاهلا بك فى المنتدى المبارك ان شاء الله
ونرجو ان تفيد وتستفيد منا
وشكرا لتعطيرك المنتدى بباقتك الرائعة من مشاركات مستقبلية
لك منا اجمل المنى واذكى التحيات والمحبة
٠•●ღღادارة منتدى حياتناღღ ●•

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حياتنا

اهلا وسهلا بك زائرنا الجميل
منتدى حياتنا يرحب بك اجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتا سعيدا مليئا بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فاهلا بك فى المنتدى المبارك ان شاء الله
ونرجو ان تفيد وتستفيد منا
وشكرا لتعطيرك المنتدى بباقتك الرائعة من مشاركات مستقبلية
لك منا اجمل المنى واذكى التحيات والمحبة
٠•●ღღادارة منتدى حياتناღღ ●•

حياتنا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامى..ثقافى..قصص..شعروادب.وروائع الكلمات


3 مشترك

    موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الإثنين ديسمبر 20, 2010 9:47 pm

    تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

    ]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    أخوتي وأخواتي أسمحوا لي أن آخذكم برحلة
    مع صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
    انهم رجال ونساء عظام من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حملوا معه الأمانة ... و بذلوا كل غالي و نفيـس من أجل إعلاء كلمـة الحـق ..
    فما أجمل أن نتدارس سيرهم



    أولا
    لابد أن نتعرف على لفظ صحابي أو معنى كلمة صحابي






    تعريف الصُّحْبَة


    ‏الصحبة في اللغة ‏ ‏ الملازمة والمرافقة‏ والمعاشرة ، يقال ‏ ‏ صحبه يصحبه صحبة ، وصحابة بالفتح وبالكسر ‏ ‏ عاشره ورافقه ولازمه ، وفي حديث قيلة ‏ ‏ خرجت أبتغي الصحابة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، هذا مطلق الصحبة لغة

    الصَّاحِب المرافق ومالك الشيء و القائم على الشيء ، ويطلق على من اعتنق مذهباً أو رأياً فيقال أصحاب أبي حنيفة وأصحاب الشافعي
    الصَّاحِبَة الزوجة ، قال تعالى ( وأنَّهُ تَعَالى جَدُّ رَبِّنا ما اتَّخَذَ صَاحِبَةً ولا وَلداً )


    الصَّحَابِيّ من لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمناً به ومات على الإسلام ، وجمعها صحابة

    ما تثبت به الصُّحْبَة
    ويخرج بقيد الإيمان ‏ ‏ من لقيه كافرا وإن أسلم فيما بعد ‏، إن لم يجتمع به مرة أخرى بعد الإيمان
    كما يخرج بقيد الموت على الإيمان ‏ ‏ من ارتد عن الإسلام بعد صحبة النبـي - صلى اللـه عليه وسلم- ومات على الردة فلا يعد صحابيا
    وهل يشترط التمييز عند الرؤية ‏؟‏


    وقال بعضهم ‏ ‏ لا يستحق اسم الصحبة ‏,‏ ولا يعد في الصحابة إلا من أقام مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة فصاعدا ‏، أو غزا معه غزوة فصاعدا ‏، حكي هذا عن سعيد بن المسيب ‏، وقال ابن الصلاح ‏ ‏ هذا إن صح ‏ ‏ طريقة الأصوليين


    وقيل ‏ ‏ يشترط في صحة الصحبة ‏ ‏ طول الاجتماع والرواية عنه معا ‏، وقيل ‏ ‏ يشترط أحدهما ‏، وقيل ‏ ‏ يشترط الغزو معه ‏، أو مضي سنة على الاجتماع ‏، وقال أصحاب هذا القول ‏ ‏ لأن لصحبة النبي صلى الله عليه وسلم شرفا عظيما لا ينال إلا باجتماع طويل يظهر فيه الخلق المطبوع عليه الشخص ‏كالغزو المشتمل على السفر الذي هو قطعة من العذاب ‏، والسنة المشتملة على الفصول الأربعة التي يختلف فيها المزاج

    ***************

    ‏‏اختلف أهل العلم فيما تثبت به الصحبة ‏، وفي مستحق اسم الصحبة ‏، قال بعضهم ‏ ‏(‏ إن الصحابي من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا به ‏، ومات على الإسلام ) وقال ابن حجر العسقلاني ‏ (‏ هذا أصح ما وقفت عليه في ذلك ‏) ‏فيدخل فيمن لقيه ‏ ‏ من طالت مجالسته له ‏، ومن قصرت ‏، ومن روى عنه ‏، ومن لم يرو عنه ‏، ومن غزا معه ‏، ومن لم يغز معه ‏، ومن رآه رؤية ولو من بعيد ‏، ومن لم يره لعارض كالعمى ‏ ‏منهم من اشترط ذلك ومنهم من لم يشترط التمييز

    طرق إثبات الصحبة
    1-‏ منها ‏ ‏ التواتر بأنه صحابي
    ‏2‏ ‏‏‏-‏ ثم الاستفاضة والشهرة القاصرة عن التواتر
    ‏ ‎‏ 3 ‏- ثم بأن يـروى عـن أحـد من الصحابـة أن فلانا له صحبـة ، أو عن أحد التابعين بناء على قبول التزكية عن واحد
    ‏‏‏4‏ ‏-‏ ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة ‏ أنا صحابي
    أما الشرط الأول ‏ ‏ وهو العدالة فجزم به الآمدي وغيره ‏،‏ لأن قوله ‏ ‏ أنا صحابي ، قبل ثبوت عدالته يلزم من قبول قوله ‏ ‏ إثباتعدالته ‏,‏ لأن الصحابة كلهم عدول فيصير بمنزلة قول القائل ‏ ‏ أنا عدل وذلك لا يقبل
    وأما الشرط الثاني ‏ ‏ وهو المعاصرة فيعتبر بمضي مائة سنة وعشر سنين من هجرة النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- ‏لقوله -صلى اللـه عليه وسلم- في آخر عمره لأصحابه ‏ ‏( أرأيتكم ليلتكم هذه ‏؟‏ فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد ‏) وزاد مسلم من حديث جابر ‏ ‏( أن ذلك كان قبل موته -صلى الله عليه وسلم- بشهر )

    عدالة من ثبتت صحبته ‏
    قال تعالى ‏ ‏( كُنْتُمْ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَت للنّاس ‏)
    قال تعالى ( وَكَذلِك جَعَلنَاكُم أمَّةً وَسَطا لِتَكُونوا شُهَدَاء عَلى النّاسِ ‏)
    وقال تعالى ‏ ‏ (‏ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ والذين مَعْهُ أشِدّاءٌ على الكُفّارِ ‏)
    وفي نصوص السنة الشاهدة بذلك كثرة ‏،
    منها حديث ‏أبي سعيد المتفق على صحته ‏ ‏ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال ‏ ‏(لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي ‏بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ‏ولا نصيفه ‏)


    ونقل ابن حجر عن الخطيب في ‏"‏ الكفاية ‏"‏ أنه لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة ‏، والجهاد ‏، ونصرة الإسلام ‏، وبذل المهج والأموال ‏، وقتل الآباء ‏، والأبناء ‏، والمناصحة في الدين ‏، وقوة الإيمان واليقين ‏ ‏ القطع بتعديلهم ‏، والاعتقاد بنزاهتهم ‏،‏ وأنهم كافة أفضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم ‏)
    ثم قال ‏ (‏ هذا مذهب كافة العلماء ‏،‏ ومن يعتمد قوله ‏،‏ وروى بسنده إلى أبي زرعة الرازي قال ‏ ‏(‏ إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق ‏) ‏ذلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حق ‏،‏ والقرآن حق ‏،‏ وما جاء به حق ‏،‏ وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة ‏، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ‏، ليبطلوا الكتاب والسنة ‏، والجرح بهم أولى ‏، وهم زنادقة )
    ***************
    ‏‏‏اتفق اهل السننة ‏على أن جميع الصحابة عدول ‏، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة وهذه الخصيصة للصحابة بأسرهم ‏، ولا يسأل عن عدالة أحد منهم ‏، بل ذلك أمر مفروغ منه ‏، لكونهم على الإطلاق معدلين بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم ‏، واختياره لهم بنصوص القرآن ‏واتفق المفسرون على أن الآية واردة في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ‏وقال - صلى الله عليه وسلم - ‏ ‏(‏ الله ، الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي ‏، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ‏، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ‏، ومن آذاهم فقد أذاني ‏، ومن أذاني فقد أذى الله ‏،‏ ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه )

    ‏قال ابن الصلاح ‏ ‏( ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة ‏، ومن لابس الفتن منهم فكذلك ‏، بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع ‏، إحسانا للظن بهم ‏،‏ ونظرا إل
    ى ما تمهد لهم من المآثر ‏، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة ‏،‏ وجميع ما ذكرنا يقتضي القطع بتعديلهم ‏، ولا يحتاجون مع تعديل الله ورسوله لهم إلى تعديل أحد من الناس


    إنكار صحبة من ثبتت
    صحبته بنص القرآن

    بسم الله الرحمن الرحيم ‏ ‏( إذْ يَقُول لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إنّ اللّهَ مَعَنَا ‏)
    ‏ اتفق الفقهاء على تكفير من أنكر صحبة أبي بكر ‏-رضي الله عنه‏-‏ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ‏، لما فيه من تكذيب قوله تعالى
    ‏ واختلفوا في تكفير من أنكر صحبة غيره من الخلفاء الراشدين ، كعمر ‏،‏ وعثمان ‏،‏ وعلي ‏-‏ رضي الله عنهم ‏- فنص الشافعية ‏على أن من أنكر صحبة سائر الصحابة غير أبي بكر لا يكفر بهذا الإنكار‏ ، وهو مفهوم مذهب المالكية ‏، وهو مقتضى قول الحنفية ‏، وقال الحنابلة ‏ ‏ يكفر لتكذيبه النبي -صلى الله عليه وسلم-‏ ولأنه يعرفها العام والخاص وانعقد الإجماع على ذلك فنافي صحبة أحدهم أو كلهم مكذب للنبي - صلى الله عليه وسلم-



    سب الصحابة
    ‏‏من سب الصحابة أو واحدا منهم ، فإن نسب إليهم ما لا يقدح في عدالتهم ‏أو في دينهم بأن يصف بعضهم ببخل‏ أو جبن أو قلة علم أو عدم الزهد ‏ونحو ذلك ‏، فلا يكفر باتفاق الفقهاء ، ولكنه يستحق التأديب
    ‏أما إن رماهم بما يقدح في دينهم أو عدالتهم كقذفهم ‏ ‏ فقد اتفق الفقهاء على تكفير من قذف الصديقة بنت الصديق عائشة ‏-‏رضي الله عنهما- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- بما برأها الله منه ، لأنه مكذب لنص القرآن
    ‏أما بقية الصحابة فقد اختلفوا في تكفير من سبهم ‏، فقال الجمهور ‏ ‏ لا يكفر بسب أحد الصحابة ‏، ولو عائشة بغير ما برأها الله منه ويكفر بتكفير جميع الصحابة ، أو القول بأن الصحابة ارتدوا جميعا بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو أنهم فسقوا ‏، لأن ذلك تكذيب لما نص عليه القرآن في غير موضع من الرضا عنهم ‏،‏ والثناء عليهم ‏،‏ وأن مضمون هذه المقالة ‏ ‏ أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فسقة ‏، وأن هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت ‏، وخيرها القرن الأول كان عامتهم كفارا أو فساقا ‏، ومضمون هذا ‏ ‏ أن هذه الأمة شر الأمم ‏،‏ وأن سابقيها هم أشرارها ‏، وكفر من يقول هذا مما علم من الدين بالضرورة
    ‏وجاء في فتاوى قاضي خان ‏ ‏ يجب إكفار من كفر عثمان ، أو عليا ‏، أو طلحة ‏،‏ أو عائشة ‏، وكذا من يسب الشيخين أو يلعنهم


    بسم الله[
    /center][/size]


    عدل سابقا من قبل دموع الندم في الأحد ديسمبر 26, 2010 10:18 pm عدل 1 مرات

    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأربعاء ديسمبر 22, 2010 5:13 pm

    رُوَيفع بن ثابت

    رضي الله عنه

    من هو؟
    رُوَيفع بن ثابت بن السَّكن بن عدي بن حارثة الأنصاري المدني ، صحابي سكن مصر ، وأمَّرَه معاوية على أطرابلس سنة ( 46 هجري ) فغزا إفريقية ، تُوفي في برقة وهو أمير عليها سنة ( 56 هجري )


    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأربعاء ديسمبر 22, 2010 5:16 pm

    الزبيـر بن العوام
    حواريّ رسول الله


    " إن لكل نبي حواريّاً ، وحواريّ الزبير بن العوام "
    حديث شريف

    من هو؟
    الزبير بن العوام يلتقي نسبه مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-في ( قصي بن كلاب )
    كما أن أمه ( صفية ) عمة رسول الله ، وزوجته أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين ، كان
    رفيع الخصال عظيم الشمائل ، يدير تجارة ناجحة وثراؤه عريضا لكنه أنفقه في الإسلام حتى
    مات مدينا


    الزبير وطلحة

    يرتبط ذكر الزبيـر دوما مع طلحة بن عبيد الله ، فهما الاثنان متشابهان في النشأة والثراء والسخاء والشجاعة وقوة الدين ، وحتى مصيرهما كان متشابها فهما من العشرة المبشرين بالجنة وآخى بينهما الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، ويجتمعان بالنسب والقرابة معه ، وتحدث عنهما الرسول قائلا ( طلحة والزبيـر جاراي في الجنة ) ، و كانا من أصحاب الشورى الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب لإختيار خليفته


    أول سيف شهر في الإسلام

    أسلم الزبير بن العوام وعمره خمس عشرة سنة ، وكان من السبعة الأوائل الذين سارعوا بالإسلام ، وقد كان فارسا مقداما ، وإن سيفه هو أول سيف شهر بالإسلام ، ففي أيام الإسلام الأولى سرت شائعة بأن الرسول الكريم قد قتل ، فما كان من الزبير إلا أن استل سيفه وامتشقه ، وسار في شوارع مكة كالإعصار ،وفي أعلى مكة لقيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسأله ماذا به ؟ فأخبره النبأ فصلى عليه الرسول ودعا له بالخير ولسيفه بالغلب


    إيمانه وصبره

    كان للزبير -رضي الله عنه- نصيبا من العذاب على يد عمه ، فقد كان يلفه في حصير ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه ، ويناديه ( اكفر برب محمد أدرأ عنك هذا العذاب ) فيجيب الفتى الغض ( لا والله ، لا أعود للكفر أبدا ) ويهاجر الزبير الى الحبشة الهجرتين ، ثم يعود ليشهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-


    غزوة أحد

    في غزوة أحد وبعد أن انقلب جيش قريش راجعا الى مكة ، ندب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الزبير وأبوبكر لتعقب جيش المشركين ومطاردته ، فقاد أبوبكر والزبير -رضي الله عنهما- سبعين من المسلمين قيادة ذكية ، أبرزا فيها قوة جيش المسلمين ، حتى أن قريش ظنت أنهم مقدمة لجيش الرسول القادم لمطاردتهم فأسرعوا خطاهم لمكة هاربين


    بنو قريظة
    وفي يوم الخندق قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( مَنْ رجلُ يأتينا بخبر بني قريظة ؟)

    فقال الزبير ( أنا ) فذهب ، ثم قالها الثانية

    فقال الزبير ( أنا ) فذهب ، ثم قالها الثالثة

    فقال الزبيـر ( أنا ) فذهب ، فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم- ( لكل نبيّ حَوَارِيٌّ، والزبيـر حَوَاريَّ وابن عمتي )

    وحين طال حصار بني قريظة دون أن يستسلموا للرسول - صلى الله عليه وسلم - ، أرسل الرسول الزبيـر وعلي بن أبي طالب فوقفا أمام الحصن يرددان ( والله لنذوقن ماذاق حمزة ، أو لنفتحن عليهم حصنهم ) ثم ألقيا بنفسيهما داخل الحصن وبقوة أعصابهما أحكما وأنزلا الرعب في أفئدة المتحصـنين داخله وفتحا للمسلمين أبوابه.


    يوم حنين
    وفي يوم حنين أبصر الزبيـر ( مالك بن عوف ) زعيم هوازن وقائد جيوش الشرك في تلك الغزوة ، أبصره واقفا وسط فيلق من أصحابه وجيشه المنهزم ، فاقتحم حشدهم وحده ، وشتت شملهم وأزاحهم عن المكمن الذي كانوا يتربصون فيه ببعض المسلمين العائدين من المعركة


    حبه للشهادة
    كان الزبير بن العوام شديد الولع بالشهادة ، فهاهو يقول ( إن طلحة بن عبيد الله يسمي بنيه بأسماء الأنبياء ، وقد علم ألا نبي بعد محمد ، وإني لأسمي بنيّ بأسماء الشهداء لعلهم يستشهدون )وهكذا

    سمى ولده عبد الله تيمنا بالشهيد عبد الله بن جحش
    وسمى ولـده المنـذر تيمنا بالشهيد المنـذر بن عمـرو
    وسمى ولـده عـروة تيمنا بالشهيد عـروة بن عمـرو
    وسمى ولـده حمـزة تيمنا بالشهيد حمزة بن عبد المطلب
    وسمى ولـده جعفـراً تيمنا بالشهيد جعفر بن أبي طالب
    وسمى ولـده مصعبا تيمنا بالشهيد مصعب بن عميـر
    وسمى ولـده خالـدا تيمنا بالشهيد خالـد بن سعيـد

    وهكذا أسماهم راجيا أن ينالوا الشهادة في يوم ما

    وصيته

    كان توكله على الله منطلق جوده وشجاعته وفدائيته ، وحين كان يجود بروحه أوصى ولده عبد الله بقضاء ديونه قائلا ( إذا أعجزك دين ، فاستعن بمولاي ) وسأله عبد الله ( أي مولى تعني ؟) فأجابه ( الله ، نعم المولى ونعم النصير ) يقول عبدالله فيما بعد ( فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت يا مولى الزبير اقضي دينه ، فيقضيه )


    موقعة الجمل
    بعد استشهاد عثمان بن عفان أتم المبايعة الزبير و طلحة لعلي -رضي الله عنهم جميعا- وخرجوا الى مكة معتمرين ، ومن هناك الى البصرة للأخذ بثأر عثمان ، وكانت ( وقعة الجمل ) عام 36 هجري طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق الآخر ، وانهمرت دموع علي -رضي الله عنه- عندما رأى أم المؤمنين ( عائشة ) في هودجها بأرض المعركة ، وصاح بطلحة ( يا طلحة ، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها ، وخبأت عرسك في البيت ؟) ثم قال للزبير ( يا زبير نشدتك الله ، أتذكر يوم مر بك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بمكان كذا ، فقال لك يا زبير ، الا تحب عليا ؟؟ فقلت ألا أحب ابن خالي ، وابن عمي ، ومن هو على ديني ؟؟

    فقال لك يا زبير ، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم ) فقال الزبير ( نعم أذكر الآن ، وكنت قد نسيته ، والله لاأقاتلك )

    وأقلع طلحة و الزبير -رضي الله عنهما- عن الاشتراك في هذه الحرب ، ولكن دفعا حياتهما ثمنا لانسحابهما ، و لكن لقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلي ، وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته.


    الشهادة
    لمّا كان الزبير بوادي السباع نزل يصلي فأتاه ابن جرموز من خلفه فقتله و سارع قاتل الزبير الى علي يبشره بعدوانه على الزبير ويضع سيفه الذي استلبه بين يديه ، لكن عليا صاح حين علم أن بالباب قاتل الزبير يستأذن وأمر بطرده قائلا ( بشر قاتل ابن صفية بالنار ) وحين أدخلوا عليه سيف الزبير قبله الإمام وأمعن في البكاء وهو يقول ( سيف طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن رسول الله )


    وبعد أن انتهى علي -رضي الله عنه- من دفنهما ودعهما بكلمات انهاها قائلا ( اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمان من الذين قال الله فيهم ( ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين ) ثم نظر الى قبريهما وقال ( سمعت أذناي هاتان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( طلحة و الزبير ، جاراي في الجنة )

    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأربعاء ديسمبر 22, 2010 5:17 pm

    زيـد بن ثابت
    جامع القرآن

    "لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن زيد بن ثابت
    كان من الراسخين في العلم "
    ابن عباس

    من هو؟

    زيد بن ثابت بن الضحّاك الأنصاري من المدينة ، يوم قدم الرسول -صلى الله عليه
    وسلم- للمدينـة كان يتيمـاً ( والده توفي يوم بُعاث ) و سنه لا يتجاوز إحدى عشرة
    سنة ، وأسلـم مع أهلـه وباركه الرسول الكريم بالدعاء


    الجهاد
    صحبه أباؤه معهم الى غزوة بدر ، لكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- رده لصغر سنه وجسمه ، وفي غزوة أحد ذهب مع جماعة من أترابه الى الرسول -صلى الله عليه وسلم-يرجون أن يضمهم للمجاهدين وأهلهم كانوا يرجون أكثر منهم ، ونظر إليهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- شاكرا وكأنه يريد الإعتذار ، ولكن ( رافع بن خديج ) وهو أحدهم تقدم الى الرسول الكريم وهو يحمل حربة ويستعرض بها قائلا ( إني كما ترى ، أجيد الرمي فأذن لي )000فأذن الرسول -صلى الله عليه وسلم- له ، وتقدم ( سمرة بن جندب ) وقال بعض أهله للرسول ( إن سمرة يصرع رافعا ) فحياه الرسول وأذن له
    وبقي ستة من الأشبال منهم زيد بن ثابت وعبدالله بن عمر ، وبذلوا جهدهم بالرجاء والدمع واستعراض العضلات ، لكن أعمارهم صغيرة ، وأجسامهم غضة ، فوعدهم الرسول بالغزوة المقبلة ، وهكذا بدأ زيد مع إخوانه دوره كمقاتل في سبيل الله بدءا من غزوة الخندق ، سنة خمس من الهجرة

    وكانت مع زيد -رضي الله عنه- راية بني النجار يوم تبوك ، وكانت أولاً مع عُمارة بن حزم ، فأخذها النبي -صلى الله عليه وسلم- منه فدفعها لزيد بن ثابت فقال عُمارة ( يا رسول الله ! بلغكَ عنّي شيءٌ ؟) قال الرسول ( لا ، ولكن القرآن مقدَّم )


    العلم
    لقد كان -رضي الله عنه- مثقف متنوع المزايا ، يتابع القرآن حفظا ، ويكتب الوحي لرسوله ، ويتفوق في العلم والحكمة ، وحين بدأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي ، وإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرتها ، أمر زيدا أن يتعلم بعض لغاتهم فتعلمها في وقت وجيز يقول زيـد ( أُتيَ بيَ النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- مَقْدَمه المدينة ، فقيل ( هذا من بني النجار ، وقد قرأ سبع عشرة سورة ) فقرأت عليه فأعجبه ذلك ، فقال ( تعلّمْ كتاب يهـود ، فإنّي ما آمنهم على كتابي ) ففعلتُ ، فما مضى لي نصف شهـر حتى حَذِقْتُـهُ ، فكنت أكتب له إليهم ، وإذا كتبوا إليه قرأتُ له )



    حفظه للقرآن
    منذ بدأ الدعوة وخلال إحدى وعشرين سنة تقريبا كان الوحي يتنزل ، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يتلو ، وكان هناك ثلة مباركة تحفظ ما تستطيع ، والبعض الآخر ممن يجيدون الكتابة ، يحتفظون بالآيات مسطورة ، وكان منهم علي بن أبي طالب ، وأبي بن كعب ، وعبدالله بن مسعود ، وعبدالله بن عباس ، وزيد بن ثابت رضي الله عنهم أجمعين وبعد أن تم النزول كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقرؤه على المسلمين مرتبا سوره وآياته

    وقد قرأ زيد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العام الذي توفاه الله فيه مرتين ، وإنما سميت هذه القراءة قراءة زيد بن ثابت لأنه كتبها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقرأها عليه ، وشَهِدَ العرضة الأخيرة ، وكان يُقرىء الناس بها حتى مات .


    بداية جمع القرآن
    بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- شغل المسلمون بحروب الردة ، وفي معركة اليمامة كان عدد الشهداء من حفظة القرآن كبيرا ، فما أن هدأت نار الفتنة حتى فزع عمر بن الخطاب الى الخليفة أبو بكر الصديق راغبا في أن يجمع القرآن قبل أن يدرك الموت والشهادة بقية القراء والحفاظ واستخار الخليفة ربه ، وشاور صحبه ثم دعا زيد بن ثابت وقال له ( إنك شاب عاقل لانتهمك ) وأمره أن يبدأ جمع القرآن مستعينا بذوي الخبرة

    ونهض زيد -رضي الله عنه- بالمهمة وأبلى بلاء عظيما فيها ، يقابل ويعارض ويتحرى حتى جمع القرآن مرتبا منسقا وقال زيد في عظم المسئولية ( والله لو كلفوني نقل جبل من مكانه ، لكان أهون علي مما أمروني به من جمع القرآن ) كما قال ( فكنتُ أتبع القرآن أجمعه من الرّقاع والأكتاف والعُسُب وصدور الرجال ) وأنجز المهمة على أكمل وجه وجمع القرآن في أكثر من مصحف .


    المرحلة الثانية في جمع القرآن
    في خلافة عثمان بن عفان كان الإسلام يستقبل كل يوم أناس جدد عليه ، مما أصبح جليا ما يمكن أن يفضي إليه تعدد المصاحف من خطر حين بدأت الألسنة تختلف على القرآن حتى بين الصحابة الأقدمين والأولين ، فقرر عثمان والصحابة وعلى رأسهم حذيفة بن اليمان ضرورة توحيد المصحف ، فقال عثمان ( مَنْ أكتب الناس ؟) قالوا ( كاتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيد بن ثابت ) قال ( فأي الناس أعربُ ؟) قالوا ( سعيد بن العاص ) وكان سعيد بن العاص أشبه لهجة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال عثمان ( فليُملِ سعيد وليكتب زيدٌ )

    واستنجدوا بزيـد بن ثابت ، فجمع زيد أصحابه وأعوانه وجاءوا بالمصاحف من بيت حفصة بنت عمر -رضي الله عنها- وباشروا مهمتهم الجليلة ، وكانوا دوما يجعلون كلمة زيد هي الحجة والفيصل رحمهم الله أجمعين


    فضله
    تألقت شخصية زيد وتبوأ في المجتمع مكانا عاليا ، وصار موضع احترام المسلمين وتوقيرهم فقد ذهب زيد ليركب ، فأمسك ابن عباس بالركاب ، فقال له زيد ( تنح يا بن عم رسول الله ) فأجابه ابن عباس ( لا ، فهكذا نصنع بعلمائنا ) كما قال ( ثابت بن عبيد ) عن زيد بن ثابت ( ما رأيت رجلا أفكه في بيته ، ولا أوقر في مجلسه من زيد )

    وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يستخلفه إذا حجّ على المدينة ، وزيد -رضي الله عنه- هو الذي تولى قسمة الغنائم يوم اليرموك ، وهو أحد أصحاب الفَتْوى الستة عمر وعلي وابن مسعود وأبيّ وأبو موسى وزيد بن ثابت ، فما كان عمر ولا عثمان يقدّمان على زيد أحداً في القضاء والفتوى والفرائض والقراءة ، وقد استعمله عمر على القضاء وفرض له رزقاً
    قال ابن سيرين ( غلب زيد بن ثابت الناس بخصلتين ، بالقرآن والفرائض )

    وفاته
    توفي -رضي الله عنه- سنة ( 45 هـ ) في عهد معاوية


    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأربعاء ديسمبر 22, 2010 5:21 pm

    زيد بن حارثة

    حب رسول الله


    (ما بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيد بن حارثة في

    جيش قط الا أمره عليهم ، ولو بقي حيا بعد الرسول لاستخلفه )
    السيدة عائشة


    من هو؟
    هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى ، وكان طفلا حين سبي ووقع بيد حكيم بن حزام بن خويلد حين اشتراه من سوق عكاظ مع الرقيق ،

    فأهداه الى عمته خديجة ، فرآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندها فاستوهبه
    منها فوهبته له ، فأعتقه وتبناه ، وصار يعرف في مكة كلها ( زيد بن محمد )
    وذلك كله قبل الوحي

    قصة التبني
    منذ أن سلب زيدا -رضي الله عنه- ووالده يبحث عنه ، حتى التقى يوما نفر من حي ( حارثة ) بزيد في مكة ، فحملهم زيد سلامه وحنانه لأمه و أبيه ، وقال لقومه ( أخبروا أبي أني هنا مع أكرم والد ) فلم يكد يعلم والده بمكانه حتى أسرع اليه ، يبحث عن ( الأمين محمد )ولما لقيه قال له ( يا بن عبد المطلب ، يا بن سيد قومه ، أنتم أهل حرم ، تفكون العاني ، وتطعمون الأسير ، جئناك في ولدنا ، فامنن علينا وأحسن في فدائه ) فأجابهم -صلى الله عليه وسلم- ( ادعوا زيدا ، وخيروه ، فان اختاركم فهو لكم بغير فداء ، وان اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني فداء )


    أقبل زيد رضي الله عنه- وخيره الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فقال زيد ( ما أنا بالذي أختار عليك أحدا ، أنت الأب و العم ) ونديت عينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدموع شاكرة وحانية ، ثم أمسك بيد زيد ، وخرج به الى فناء الكعبة ، حيث قريش مجتمعة ونادى ( اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه ) وكاد يطير قلب ( حارثة ) من الفرح ، فابنه حرا ، وابنا للصادق الأمين ، سليل بني هاشم

    اسلام زيد
    ما حمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- تبعة الرسالة حتى كان زيد ثاني المسلمين ، بل قيل أولهم أحبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حبا عظيما ، حتى أسماه الصحابة ( زيد الحب ) ، وقالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- ( ما بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيد بن حارثة في جيش قط الا أمره عليهم ، ولو بقي حيا بعد الرسول لاستخلفه ) لقد كان زيد رجلا قصيرا ، أسمرا ، أفطس الأنف ، ولكن قلبه جميع ، وروحه حر فتألق في رحاب هذا الدين العظيم


    زواج زيد
    زوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- زيدا من ابنة عمته ( زينب ) ، وقبلت زينب الزواج تحت وطأة حيائها من الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، ولكن الحياة الزوجية أخذت تتعثر ، فانفصل زيد عن زينب ، وتزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- واختار لزيد زوجة جديدة هي ( أم كلثوم بنت عقبة ) ، وانتشرت في المدينة تساؤلات كثيرة كيف يتزوج محمد مطلقة ابنه زيد ؟

    فأجابهم القرآن ملغيا عادة التبني ومفرقا بين الأدعياء والأبناء
    قال تعالى " ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم ، ولكن رسول الله ، وخاتم النبيين "
    وهكذا عاد زيد الى اسمه الأول ( زيد بن حارثة )


    فضله
    قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( دخلت الجنة فاستقبلتني جارية شابة ، فقلت ( لمن أنت ؟) قالت ( لزيد بن حارثة ) كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( لا تلومونا على حبِّ زيدٍ ) وآخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين زيد بن حارثة وبين حمزة بن عبد المطلب

    بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعثاً فأمر عليهم أسامة بن زيد ، فطعن بعض الناس في إمارته فقال -صلى الله عليه وسلم- ( إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل ، وأيمُ الله إن كان لخليقاً للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إليّ ، وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده )


    استشهاد زيد
    في جمادي الأول من العام الثامن الهجري خرج جيش الاسلام الى أرض البلقاء بالشام ، ونزل جيش الاسلام بجوار بلدة تسمى ( مؤتة) حيث سميت الغزوة باسمها ولادراك الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأهمية هذه الغزوة اختار لها ثلاثة من رهبان الليل وفرسان النهار ، فقال عندما ودع الجيش ( عليكم زيد بن حارثة ، فان أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب ، فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة ) أي أصبح زيد الأمير الأول لجيش المسلمين ، حمل راية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، واقتحم رماح الروم ونبالهم وسيوفهم ، ففتح باب دار السلام وجنات الخلد بجوار ربه



    قال حسان بن ثابت

    عين جودي بدمعك المنزور****واذكري في الرخاء أهل القبور

    واذكري مؤتة وما كان فيها **** يوم راحوا في وقعة التغوير

    حين راحوا وغادروا ثم زيد****نعم مأوى الضريك و المأسور

    بُكاء الرسول
    حزن النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- على زيد حتى بكاه وانتحب ، فقال له سعـد بن عبادة ( ما هذا يا رسـول الله ؟!) قال ( شوق الحبيب إلى حبيبه )


    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأربعاء ديسمبر 22, 2010 5:23 pm

    زيد بن الخطاب
    رضي الله عنه
    "رحم الله زيداً ، سبقني إلى الحسنين

    أسلم قبلي ، واستشهد قبلي "
    عمر بن الخطاب

    من هو؟
    زيد بن الخطاب هو الأخ الأكبر لعمر بن الخطاب ، سبقه الى الإسلام ، وسبقه الى

    الشهادة ، كان إيمانه بالله تعالى إيمانا قويا ، ولم يتخلف عن الرسول -صلى
    الله عليه وسلم- في مشهد ولا في غزاة.


    غزوة أحد
    في كل مشهد كان زيد -رضي الله عنه- يبحث عن الشهادة أكثر من النصر ، ففي يوم أحد وحين حمي القتال بين المسلمين والمشركين ، سقط درعه منه ، فرآه أخوه عمر فقال له ( خذ درعي يا زيد فقاتل بها ) فأجابه زيد ( إني أريد من الشهادة ما تريده يا عمر ) وظل يقاتل بغير درع في فدائية باهرة




    يوم اليمامة
    لقد كان زيد بن الخطاب يتحرق شوقا للقاء ( الرّجال بن عنفوة ) وهو المسلم المرتد الذي تنبأ به الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوما حين كان جالسا مع نفر من المسلمين حيث قال ( إن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد ) وتحققت النبوة حين ارتد ( الرّجال ) ولحق بمسيلمة الكذاب ، وكان خطره على الإسلام أكبر من مسيلمة نفسه ، لمعرفته الجيدة بالإسلام والقرآن والمسلمين.

    وفي يوم اليمامة دفع خالد بن الوليد بلواء الجيش الى زيد بن الخطاب ، وقاتل أتباع مسيلمة قتالا مستميتا ، ومالت المعركة في بدايتها على المسلمين ، وسقط منهم شهداء كثيرون ، ورأى زيد مشاعر الخوف عند المسلمين فعلا ربوة وصاح ( أيها الناس ، عَضُوا على أضراسكم ، واضربوا في عدوكم ، وامضوا قدما ، والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله ، أو ألقاه سبحانه فأكلمه بحجتي ) ونزل من فوق الربوة عاضا على أضراسه ، زاما شفتيه لايحرك لسانه بهمس ، وتركز مصير المعركة لديه في مصير ( الرّجال ) وهناك راح يأتيه من يمين ومن شمال حتى أمسكه بخناقه وأطاح بسيفه رأسه المغرور ، وهذا أحدث دمارا كبيرا في نفوس أتباع مسيلمة ، وقوّى في الوقت ذاته عزائم المسلمين.


    استشهاده
    رفع زيد بن الخطاب يديه الى السماء مبتهلا لربه شاكرا نعمته ، ثم عاد الى سيفه وصمته ، وتابع القتال والنصر بات للمسلمين ، هنالك تمنى زيد-رضي الله عنه- أن يختم حياته بالشهادة ، وتم له ما أراد فقد رزقه الله بالشهادة وبينما وقف عمر بن الخطاب يستقبل مع أبوبكر العائدين الظافرين ، دنا منه المسلمون وعزّوه بزيد ، فقال عمر ( رحم الله زيدا ، سبقني إلى الحسنين ، أسلم قبلي ، واستشهد قبلي )


    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأربعاء ديسمبر 22, 2010 5:24 pm

    زيد بن الدثنة
    رضي الله عنه


    يوم الرجيع
    في سنة ثلاث للهجرة ، قدم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد أحد نفر من عضل والقارة فقالوا ( يا رسول الله ، إن فينا إسلاما ، فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين ، ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام ) فبعث معهم مرثد بن أبي مرثد ، وخالد بن البكير ، وعاصم بن ثابت ، وخبيب بن عدي ، وزيد بن الدثنة ، وعبدالله بن طارق ، وأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- على القوم مرثد بن أبي مرثد
    فخرجوا حتى إذا أتوا على الرجيع ( وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز على صدور الهدأة ) غدروا بهم ، فاستصرخوا عليهم هذيلا ، ووجد المسلمون أنفسهم وقد أحاط بهم المشركين ، فأخذوا سيوفهم ليقاتلوهم فقالوا لهم ( إنا والله ما نريد قتلكم ، ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة ، ولكم عهد الله وميثاقه ألا نقتلكم ) فأما مرثد بن أبي مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت فقالوا ( والله لا نقبل من مشرك عهدا ولا عقدا أبدا ) ثم قاتلوا القوم وقتلوا
    وأما زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي وعبدالله بن طارق فلانوا ورقوا فأسروا وخرجوا بهم الى مكة ليبيعوهم بها ، حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبدالله بن طارق يده من الأسر وأخذ سيفه وقاتلهم وقتل وفي مكة باعوا خبيب بن عدي لحجير بن أبي إهاب لعقبة بن الحارث ابن عامر ليقتله بأبيه ، وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أمية بن خلف.

    استشهاده
    زيد بن الدثنة ابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أمية بن خلف ، وبعث به صفوان بن أمية مع مولى له يقال له نِسْطاس ، الى التنعيم -موضع بين مكة وسرف ،على فرسخيـن من مكة- وأخرجوه من الحرم ليقتلـوه واجتمع رهـط من قريش فيهم أبوسفيان بن حـرب ، فقال له أبو سفيان حين قـدم ليقتل ( أنشدك الله يا زيد ، أتُحبُّ أن محمداً عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك ؟)
    قال ( والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي !) يقول أبو سفيان ( ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمدٍ محمداً !)
    ثم قتله نِسْطاس ، يرحمه الله

    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأربعاء ديسمبر 22, 2010 5:25 pm

    زيد بن الدثنة
    رضي الله عنه


    يوم الرجيع
    في سنة ثلاث للهجرة ، قدم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد أحد نفر من عضل والقارة فقالوا ( يا رسول الله ، إن فينا إسلاما ، فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين ، ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام ) فبعث معهم مرثد بن أبي مرثد ، وخالد بن البكير ، وعاصم بن ثابت ، وخبيب بن عدي ، وزيد بن الدثنة ، وعبدالله بن طارق ، وأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- على القوم مرثد بن أبي مرثد
    فخرجوا حتى إذا أتوا على الرجيع ( وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز على صدور الهدأة ) غدروا بهم ، فاستصرخوا عليهم هذيلا ، ووجد المسلمون أنفسهم وقد أحاط بهم المشركين ، فأخذوا سيوفهم ليقاتلوهم فقالوا لهم ( إنا والله ما نريد قتلكم ، ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة ، ولكم عهد الله وميثاقه ألا نقتلكم ) فأما مرثد بن أبي مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت فقالوا ( والله لا نقبل من مشرك عهدا ولا عقدا أبدا ) ثم قاتلوا القوم وقتلوا
    وأما زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي وعبدالله بن طارق فلانوا ورقوا فأسروا وخرجوا بهم الى مكة ليبيعوهم بها ، حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبدالله بن طارق يده من الأسر وأخذ سيفه وقاتلهم وقتل وفي مكة باعوا خبيب بن عدي لحجير بن أبي إهاب لعقبة بن الحارث ابن عامر ليقتله بأبيه ، وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أمية بن خلف.

    استشهاده
    زيد بن الدثنة ابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أمية بن خلف ، وبعث به صفوان بن أمية مع مولى له يقال له نِسْطاس ، الى التنعيم -موضع بين مكة وسرف ،على فرسخيـن من مكة- وأخرجوه من الحرم ليقتلـوه واجتمع رهـط من قريش فيهم أبوسفيان بن حـرب ، فقال له أبو سفيان حين قـدم ليقتل ( أنشدك الله يا زيد ، أتُحبُّ أن محمداً عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك ؟)
    قال ( والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي !) يقول أبو سفيان ( ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمدٍ محمداً !)
    ثم قتله نِسْطاس ، يرحمه الله

    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الخميس ديسمبر 23, 2010 5:00 pm

    سالم ، مولى أبى حذيفة
    رضي الله عنه

    " الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك "
    حديث شريف


    من هو؟
    كان رقيقـا وأعتـق ، وآمن بالله وبرسوله إيمانا مبكرا ، وأخذ مكانه بين السابقيـن
    الأولين ، هذا هو الصحابي سالم بن معقل أو سالم مولى أبى حذيفة ، لأنه كان رقيقا
    ثم ابنا ثم أخاً ورفيقاً للذي تبناه وهو الصحابي الجليل أبو حذيفـة بن عتبة ، وتزوج
    سالم ابنة أخيه ( فاطمة بنت الوليد بن عتبة ) ، ولذلك عُدّ من المهاجرين.


    فضله
    كان سالم -رضي الله عنه- إمامـاً للمهاجريـن من مكة الى المدينة طوال صلاتهم في مسجد قباء و كان فيهم عمر بن الخطاب وذلك لأنه أقرأهم ، وأوصى الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- أصحابه قائلا ( خذواالقـرآن من أربعـة عبدالله بن مسعـود ، وسالم مولى أبى حذيفـة وأبي بن كعب ومعـاذ بـن جبـل )
    وعن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت ( احتبستُ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال ( ما حَبَسَكِ ؟) قالت ( سمعت قارئاً يقرأ ) فذكرتُ من حُسْنِ قراءته ، فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رِداءَ ه وخرج ، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة فقال ( الحمدُ لله الذي جعل في أمتي مثلك )

    وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( إن سالماً شديد الحبِّ لله ، لو كان ما يخاف الله عزَّ وجلّ ، ما عصاه )


    وقد كان عمر -رضي الله عنه- يجلّه ، وقال وهو على فراش الموت ( لو أدركني أحدُ رجلين ، ثم جعلت إليه الأمرَ لوثقت به سالم مولى أبي حذيفة ، وأبو عبيدة بن الجراح )

    كان فزعٌ بالمدينة فأتى عمرو بن العاص على سالم مولى أبي حذيفة وهو مُحْتَبٍ بحمائل سيفِه ، فأخذ عمرو سيفه فاحتبى بحمائله ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( يا أيها الناس ! ألا كان مفزعكم إلى الله وإلى رسوله ) ثم قال ( ألا فعلتم كما فَعَل هذان الرجلان المؤمنان ).


    الجهر بالحق
    كانت الفضائل تزدحم حول سالم -رضي الله عنه- ولكن كان من أبرز مزاياه الجهر بما يراه حقا فلا يعرف الصمت ، وتجلى ذلك بعد فتح مكة ، حين أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعض السرايا الى ما حول مكة من قرى وقبائل ، وأخبرهم أنهم دعاة لا مقاتلين ، فكان سالم -رضي الله عنه- في سرية خالد بن الوليد الذي استعمل السيف وأراق الدم ، فلم يكد يرى سالم ذلك حتى واجهه بشدة ، وعدد له الأخطاء التي ارتكبت ، وعندما سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- النبأ ، اعتذر الى ربه قائلا ( اللهم إني أبرأ مما صنع خالد ) كما سأل ( هل أنكر عليه أحد ؟) فقالوا له ( أجل ، راجعه سالم وعارضه ) فسكن غضب الرسول -صلى الله عليه وسلم-


    الرضاع
    وقصة سالم والرضاع مشهورة ، فقد أتت سهلة بنت عمرو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت ( إنّ سالماً بلغ ما يبلغ الرجال ، وإنه يدخل عليّ ، وأظنّ في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً ) فقال لها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أرضِعيه تَحْرُمي عليه ) وقد رجعت إليه وقالت ( إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة ) وقد قال أزواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( إنّما هذه رخصة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لسالم خاصة )

    يوم اليمامة
    تعانق الأخوان سالم و أبو حذيفة ، وتعاهدا على الشهادة وقذفا نفسيهما في الخضم الرهيب ، كان أبو حذيفة يصيح ( يا أهل القرآن ، زينوا القرآن بأعمالكم ) وسالم يصيح ( بئس حامل القرآن أنا لو هوجم المسلمون من قِبَلِي ) وسيفهما كانا يضربان كالعاصفة ، وحمل سالم الراية بعد أن سقط زيد بن الخطاب شهيدا ، فهوى سيف من سيوف الردة على يمناه فبترها ، فحمل الراية بيسراه وهو يصيح تاليا الآية الكريمة

    (وكأيّ من نبي قاتل معه ربيّون كثير ، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين )



    الشهادة
    وأحاطت به غاشية من المرتدين فسقط البطل ، ولكن روحه ظلت في جسده حتى نهاية المعركة ، ووجده المسلمون في النزع الأخير ، وسألهم ( ما فعل أبو حذيفة ؟) قالوا ( استشهد ) قال ( فأضجعوني الى جواره ) قالوا ( إنه إلى جوارك يا سالم ، لقد استشهد في نفس المكان !) وابتسم ابتسامته الأخيرة وسكت ، فقد أدرك هو وصاحبه ما كانا يرجوان ، معا أسلما ، ومعا عاشا ، ومعا ا ستشهدا ، وذلك في عام ( 12 هـ )


    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الخميس ديسمبر 23, 2010 5:02 pm

    سعد بن الربيع
    رضي الله عنه


    غزوة أحد

    بعد أن فرغ الناس لقتلاهم قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع ؟ أفي الأحياء هو أم الأموات ؟)

    فقال محمد بن مسلمة الأنصاري ( أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل سعد )


    فنظر فوجده جريحا في القتلى وبه رَمَق فقال له ( إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمرني أن أنظر ، أفي الأحياء أنت أم الأموات ؟)

    قال ( أنا في الأموات ، فأبلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عني السلام وقل له إن سعد بن الربيع يقول لك جزاك الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته ، وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم إن سعد بن الربيع يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله ان خُلِص إلى نبيكم -صلى الله عليه وسلم- ومنكم عين تطرف )

    قال ( ثم لم أبرح حتى مات ، فجئت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته خبره )
    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الخميس ديسمبر 23, 2010 5:10 pm

    سعد بن عبادة
    رضي الله عنه

    " اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة "
    حديث شريف


    من هو؟
    هو سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة سيد الخزرج ( أبو قيس ) ، أسلم مبكرا وشهـد
    بيعة العقبة والمشاهد كلها مع الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ، سخر أموالـه في
    خدمة الإسلام وكان يسأل الله قائلا ( اللهم إنه لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه )
    حتى أصبح مثلا بالجود والكرم ، وكان يحسن العَوْمَ والرمي فسمي بالكامل


    تعذيب قريش له
    علمت قريش بأمر الأنصار ولقائهم مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فلحقت بهم وأدركت سعد بن عبادة أحد الاثنى عشر نقيبا ، وأخذوه وربطوا يديه إلى عنقه بنسع رحله ، وأدخلوه مكة وهم يضربونه ، يقول سعد ( فوالله إني لفي أيديهم إذ طلع علي نفر من قريش ، فيهم رجل وضيء أبيض ، شعشاع حلو من الرجال ، فقلت في نفسي إن يك عند أحد من القوم خير فعند هذا فلما دنا مني رفع يده فلكمني لكمة شديدة فقلت في نفسي والله ما عندهم بعد هذا من خير !

    فوالله إني لفي أيديهم يسحبونني إذ أوى لي رجل ممن كان معهم فقال ( ويحك ! أما بينك وبين أحد من قريش جوار ولا عهد ؟)

    فقلت ( بلى والله لقد كنت أجير لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف تجّاره ، وأمنعهم ممن أراد ظلمهم ببلادي ، وللحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ) قال ( ويحك فاهتف باسم الرجلين ،واذكر ما بينك وبينهما)


    قال ففعلت وخرج ذلك الرجل إليهما ، فوجدهما في المسجد عند الكعبة ، فقال لهما ( إن رجلا من الخزرج الآن يضرب بالأبطح ويهتف بكما ويذكر أن بينـه وبينكما جوار) قالا ( ومن هـو ؟) قال ( سعـد بن عبادة) قالا ( صدق واللـه ، إن كان ليجير لنا تجارنا ، ويمنعهم أن يظلموا ببلده) فجاءا فخلصا سعـد من أيديهـم ، فانطلق ، وكان الذي لكم سعـدا سهيـل بن عمرو العامـري ، وكان الرجـل الذي آوى إليه أبا البختري بن هشام


    جوده وكرمه
    كان سعد بن عبادة مشهوراً بالجود والكرم هو وأبوه وجدّه وولدُهُ ، وكان لهم أطُمٌ -بيت مربع مسطح- يُنادَى عليه كل يوم ( من أحبَّ الشّحْمَ واللحْمَ فليأتِ أطمَ دُليم بن حارثة ) وكانت جَفْنة سعد تدور مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيوت أزواجه


    السلام
    استأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على سعد بن عبادة فقال ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) فقال سعد ( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ) ولم يُسْمع النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى سلّمَ ثلاثاً ، وردَّ عليه سعد ثلاثاً ، ولم يُسْمِعْهُ ، فرجع النبي -صلى الله عليه وسلم- فاتبعه سعدٌ فقال ( يا رسول الله ! بأبي أنت ما سلّمتَ تسليمة إلا وهي بأذُني ، ولقد رددتُ عليك ولم أسْمِعْكَ ، أحببتُ أن أستكثرَ من سلامِكَ ومن البركة ) ثم دخلوا البيت فقرّب إليه زبيباً فأكل نبي الله -صلى الله عليه وسلم- ، فلمّا فرغ قال ( أكلَ طعامكم الأبرار ، وصلّتْ عليكم الملائكة ، وأفطر عندكم الصائمون )


    الخُلُق الصالح
    جاء سعد بن عبادة وابنه قيس بن سعد بزاملةٍ -ناقة يُحمل عليها- تحمل زاداً ، يؤمّان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعني يوم ضلّتْ زاملتُهُ -صلى الله عليه وسلم- في حجّة الوداع ، حتى يجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واقفاً عند باب منزله ، فقد أتى الله بزاملته ، فقال سعد ( يا رسول الله ! بلغنا أن زاملتَكَ ضلت مع الغلام وهذه زاملةٌ مكانها ) فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( قد جاءَ الله بزاملتِنا ، فارجِعا بزاملتكما بارك الله عليكما ، أما يكفيك يا أبا ثابت ما تصنع بنا في ضيافتكَ منذ نزلنا المدينة ؟) قال سعد ( يا رسول الله ! المنّة لله ولرسوله ، والله يا رسول الله للذي تأخذ من أموالنا أحبُّ إلينا من الذي تَدَعُ ) قال -صلى الله عليه وسلم- ( صدقتُم يا أبا ثابت ، أبشِرْ فقد أفلحت ، إن الأخلاقَ بيد الله ، فمن أراد أن يمنحَه منها خُلقاً صالحاً منحَهُ ، ولقد مَنَحَكَ الله خُلقاً صالحاً ) فقال سعد ( الحمد لله هو فعل ذلك )


    راية الأنصار
    يقول ابن عباس -رضي الله عنهما- ( كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المواطن كلها رايتان ، مع علي بن أبي طالب راية المهاجرين ، ومع سعد بن عبادة راية الأنصار )


    غزوة الغابة
    في غزوة الغابة أقام سعد بن عبادة في المدينة في ثلاثمائة من قومه يحرسون المدينة خمسَ ليالٍ حتى رجع النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- وبعث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بأحمالِ تمر ، وبعشر جزائر -ناقة- بذي قرد وكان في الناس قيس بن سعد بن عبادة على فرسٍ له يُقال له الوَرْد ، وكان هو الذي قرّب الجُزُرَ والتمرَ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( يا قيس ، بعَثَك أبوك فارساً ، وقوّى المجاهدين ، وحرس المدينة من العدو ، اللهم ارحم سعداً وآل سعد )

    ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( نِعْمَ المَرْءُ سعد بن عبادة ) فتكلمت الخزرج فقالت ( يا رسول الله ! هو نقيبنا وسيّدنا وابن سيدنا ، كانوا يُطعمون في المَحْـلِ ، ويحملون في الكَـلِّ ، ويَقْرون الضيـف ، ويُطعمون في النائبـة ، ويحملون عن العشيرة ) فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم- ( خيارُ النّاس في الإسلام خيارُهم في الجاهلية إذا فقهوا في الدّين )



    يوم الفتح
    كانت شخصية سعد تتسم بالشدة والقوة ، ففي يوم فتح مكة جعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- أميرا على فيلق من جيش المسلمين ، ولم يكد يصل الى مشارف مكة حتى صاح ( اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الحرمة ) فكأنه عندما رأى مكة مستسلمة لجيش الفتح ، تذكر كل صور العذاب الذي صبته على المؤمنين وكان ذنبهم أن يقولوا لا إله إلا الله ، فدفعه الى توعدهم فسمعه عمر بن الخطاب وسارع الى النبي قائلا ( يا رسول الله ، اسمع ما قال سعد بن عبادة ، ما نأمن أن يكون له في قريش صولة ) فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عليا كرم الله وجهه أن يدركه ، ويأخذ الراية منه ، ويتأمر مكانه


    يوم حنين
    أعطى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما أعطى من العطايا ولم يكن للأنصار منها شيء ، حتى كثرت منهم القالة ، وقال قائلهم ( لقي والله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قومه ) وقال سعد للرسول ( يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت ، قسمت في قومك ، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء ) فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( فأين أنت من ذلك يا سعد ؟) قال ( يا رسول الله ما أنا إلا من قومي ) قال ( فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة )

    فلما اجتمعوا أتاهم الرسول -صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه وقال ( يا معشر الأنصار ، ما قالة بلغتني عنكم ، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم ! ألم آتكم ضُـلالا فهداكم الله ، وعالة فأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ! ) فقالوا ( بلى ، الله ورسوله أمـن وأفضـل ) ثم قال ( ألا تجيبونني يا معشر الأنصار ؟) قالوا ( بماذا نجيبك يا رسول الله ؟ لله ولرسوله المن والفضل !) قال -صلى الله عليه وسلم- ( أما والله لو شئتم لقلتم ، فلصَدقتم ولصُدّقتم أتيتنا مكذبا فصدقناك ، ومخذولا فنصرناك ، وطريدا فآويناك ، وعائلا فآسيناك ، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لُعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكَلْتكم الى إسلامكم ! ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعوا برسول الله الى رحـالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجـرة لكنت أمرأ من الأنصـار ، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار ! اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار ) فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ، وقالوا وسعد معهم ( رضينا برسول الله قسما وحظا )


    يوم السقيفة
    ولما قبض الرسول -صلى الله عليه وسلم- انحاز بعض الأنصار الى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة منادين بأن يكون خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وخطب فيهم سعد -رضي الله عنه- موضحا أحقية الأنصار بذلك ،ولكن لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد استخلف أبا بكر على الصلاة أثناء مرضه ، فهم الصحابة أن هذا الاستخلاف مؤيدا لخلافة أبي بكر وتزعم عمر بن الخطاب هذا الرأي

    وسارع أبوبكر وعمر وأبوعبيدة بن الجراح -رضي الله عنهم- إلى الأنصار ، واشتد النقاش حول أحقية الخلافة ، وخطب أبوبكر الصديق خطبة بين فيها فضل المهاجرين والأنصار وقال في خاتمتها ( هذا عمر وهذا أبوعبيـدة فأيهما شئتـم فبايعـوا) فقال الاثنان (لا والله لا نتولى هذا الأمر عليك ) ثم قال عمر (ابسط يدك نبايعك ) فسبقهما بشير بن سعد -رضي الله عنه- وهو من كبار الأنصار وبايع أبا بكر وتلاه عمر وأبو عبيدة ، فقام الحاضرون من الأنصار والمهاجرين فبايعوه وفي اليوم التالي اجتمع المسلمون في المسجد وبايعوه بيعة عامة

    خلافة عمر
    في الأيام الأولى من خلافة عمر -رضي الله عنه- ، ذهب سعد الى أمير المؤمنين ، وقال بصراحته المتطرفة ( كان صاحبك أبو بكر -والله- أحب إلينا منك ، وقد -والله- أصبحتُ كارهاً لجوارك ) فأجاب عمر بهدوء ( إن من كره جوار جاره ، تحول عنه ) وعاد سعد فقال ( إني متحول إلى جوار من هو خير عنك ) وبهذا أراد سعد ألا ينتظر ظروفا قد تطرأ بخلاف بينه وبين أمير المؤمنين ، خلاف لا يريده ولا يرضاه.


    وفاته
    شـدّ سعد بن عبادة -رضي اللـه عنه- الرحال إلى الشام ، وما كاد أن يبلغهـا وينزل أرض حوران حتى دعـاه أجله وأفضى إلى جوار ربـه الرحيم سنة ( 14 هـ )

    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الخميس ديسمبر 23, 2010 5:14 pm

    سعد بن معاذ
    رضي الله عنه

    " لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ "
    حديث شريف


    من هو؟
    سعد بن معاذ بن النعمان الأنصاري سيد الأوس في عامه
    الواحد والثلاثين أسلم ، واستشهد في عامه السابع والثلاثين
    وبينهما قضى سعد بن معاذ زعيم الأنصار أياما شاهقة في
    خدمة الله ورسوله


    إسلامه
    أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير الى المدينة ليعلم المسلمين الأنصار الذين بايعوا الرسول في بيعة العقبة الأولى ، وليدعو غيرهم الى الايمان ، ويومئذ كان يجلس أسيد بن حضير وسعد بن معاذ وكانا زعيمي قومهما يتشاوران بأمر الغريب الآتي ، الذي يدعو لنبذ دين الأباء والأجداد وقال سعد ( اذهب الى هذا الرجل وازجره ) وحمل أسيد حربته وذهب الى مصعب الذي كان في ضيافة أسعد بن زرارة وهو أحد الذين سبقوا في الاسلام ، وشرح الله صدر أسيد للإسلام ، فأسلم أسيد من غير ابطاء وسجد لله رب العالمين

    وعاد أسيد الى سعد بن معاذ الذي قال لمن معه ( أقسم ، لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذي ذهب به ) وهنا استخدم أسيد ذكاءه ليدفع بسعد الى مجلس مصعب سفير الرسول لهم ، ليسمع ما سمع من كلام الله ، فهو يعلم بأن أسعد بن زرارة هو ابن خالة سعد بن معاذ ، فقال أسيد لسعد ( لقد حدثت أن بني حارثة قد خرجوا الى أسعد بن زرارة ليقتلوه ، وهم يعلمون أنه ابن خالتك ) وقام سعد وقد أخذته الحمية ، فحمل الحربة وسار مسرعا الى أسعد حيث معه مصعب والمسلمين ، ولما اقترب لم يجد ضوضاء ، وانما سكينة تغشى الجماعة ، وآيات يتلوها مصعب في خشوع ، وهنا أدرك حيلة أسيد

    ولكن ماكاد أن يسمع القرآن حتى شرح الله صدره للاسلام ، وأضاء بصيرته ، فألقى حربته بعيدا وبسط يمينه مبايعا ، وأسلم لرب العالمين ، فلمّا أسلم قال سعد لبني عبد الأشهل ( كلامُ رجالِكم ونسائِكم عليّ حرام حتى تُسلموا ) فأسلموا ، فكان من أعظم الناس بركةً في الإسلام


    غزوة بدر
    جمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه المهاجرين والأنصار ليشاورهم في الأمر ، وكان يريد معرفة موقف الأنصار من الحرب ، فقال سعد بن معاذ ( يا رسول الله ، لقد آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا ، إنا لصبر في الحرب ، صدق عند اللقاء ، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله ) فسر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال ( سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين ، والله لكأني الآن أنظر الى مصارع القوم )


    غزوة الخندق
    في غزوة الخندق اهتم الرسول -صلى الله عليه وسلم- برأي الأنصار بكل خطوة يخطيها لأن الأمر يجري كله بالمدينة ، فكان يستشير سعد بن معاذ سيد الأوس وسعد بن عبادة سيد الخزرج بكل الأمور التي تجد

    لقد سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين بأن بني قريظة قد نقضوا عهدهم ، فبعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وقال لهم ( انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا ؟ فان كان حقا فالحنوا لي لحنا أعرفه ، ولا تفتوا في أعضاد الناس ، وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس ) فخرجوا حتى أتوهم ، فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم ، وقالوا ( من رسول الله ؟ لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد ) فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه فقال له سعد بن عبادة ( دع عنك مشاتمتهم ، فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة ) ثم أقبلا على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسلموا وقالوا ( عضل والقارة ) أي كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين )
    تفاوض الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع زعماء غطفان فأخبر سعد بن معاذ وسعد بن عبادة في ذلك فقالا له ( يا رسول الله أمرا تحبه فنصنعه ، أم شيئا أمرك الله به لابد لنا من العمل به ، أم شيئا تصنعه لنا ؟) قال الرسول ( بل شيء أصنعه لكم ، والله ما أصنع ذلك إلا لأنني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة ، وكالبوكم من كل جانب ، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما ) فقال له سعد بن معاذ ( يا رسول الله ، قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان ، لا نعبد الله ولا نعرفه ، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها تمرة إلا قرىً أو بيعاً ، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا ! والله ما لنا بهذا من حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم ) قال الرسول-صلى الله عليه وسلم- ( فأنت و ذاك ) فتناول سعد بن معاذ الصحيفة فمحا ما فيها من الكتاب ثم قال ( ليجهدوا علينا )


    إصابته
    وشهدت المدينة حصارا رهيبا ، ولبس المسلمون لباس الحرب وخرج سعد بن معاذ حاملا سيفه ورمحه ، فعن السيدة عائشة أنها كانت في حصن بني حارثة يوم الخندق ، وكانت أم سعد بن معاذ معها في الحصن ، وذلك قبل أن يُضرب الحجاب عليهن ، فمرّ سعد وعليه درعٌ مقلّصة قد خرجت منها ذراعه وفي يده حربة وهو يقول ( لبِّث قليلاً يَلْحَقِ الهَيْجَا حَمَـلْ لا بأس بالموتِ إذا حانَ الأجـلْ ) فقالت أم سعد ( الْحَقْ يا بُنيّ قدْ واللـه أخرت ) فقالت عائشة ( يا أم سعد لوددتُ أنّ درعَ سعد أسبغ ممّا هي ) فخافت عليه حين أصيب السهم منه

    وفي إحدى الجولات أصابه سهم في ذراعه من المشركين ، من رجل يُقال له ابن العَرِقة ، وتفجر الدم من وريده وأسعف سريعا ، وأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يحمل الى المسجد وأن تنصب له خيمة ليكون قريبا منه أثناء تمريضه ، ورفع سعد بصره للسماء وقال ( اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها ، فإنه لا قوم أحب إلي أن أجهادهم من قوم أذوا رسولك ، وكذبوه وأخرجوه ، وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم ، فاجعل ما أصابني اليوم طريقا للشهادة ، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة ) وكان بنو قريظة مواليه وحلفاءَ ه في الجاهلية


    الرسول يحكم سعد في بني قريظة
    وأتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بني قريظة بعد الخندق مباشرة ، وحاصرهم خمساً وعشرين ليلة ، ثم حكّم الرسول -صلى الله عليه وسلم- سعد بن معاذ ببني قريظة ، فأتاه قومه ( الأوس ) فحملوه وأقبلوا معه الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهم يقولون ( يا أبا عمرو ، أحسن في مواليك فإن الرسول إنما ولاك ذلك لتحسن فيهم ) حتى دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال ( قدْ آنَ لي أن لا أبالي في الله لَوْمَةَ لائِمٍ )

    فلما أتوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال الرسول ( قوموا إلى سيدكم ) فقاموا إليه فقالوا ( يا أبا عمرو ، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد ولاك أمر مواليـك لتحكم فيهم ) فقال سعد ( عليكم بذلك عهد اللـه وميثاقه أن الحكم فيهم لما حكمـت ؟) قالوا ( نعـم ) قال ( وعلى مـن هـاهنـا ؟) في الناحية التي فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو معرض عن رسول الله إجلالا له ، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( نعم ) قال سعد ( فإني أحكم فيهم أن تقتل الرجال ، وتقسم الأموال ، وتسبى الذراري والنساء ) قال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- ( لقد حكمت فيهم بحكم اللـه من فوق سبعة أرقعة ) ونفذ الرسول الكريم حكم سعد بن معاذ فيهم


    وفاة سعد
    فلما انقضى أمر بني قريظة انفجر بسعد جرحه ، واحتضنه رسول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- فجعلت الدماء تسيل على رسول اللـه ، فجاء أبو بكر فقال ( وانكسارَ ظَهْراهْ ) فقال الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ( مَهْ ) فقال عمر ( إنا لله وإنا إليه راجعون )
    وقد نزل جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال ( يا نبيّ الله مَنْ هذا الذي فُتِحَتْ له أبواب السماء واهتزَّ له العرش ؟) فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسرعاً يجرّ ثوبه ، فوجد سعداً قد قَبِضَ

    الجنازة
    فمات سعد شهيداً بعد شهر من إصابته ، ويروى أن سعدا كان رجلا بادنا ، فلما حمله الناس وجدوا له خفة فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال ( إن له حملة غيركم ، والذي نفسي بيده لقد استبشرت الملائكة بروح سعد ، واهتز له العرش ) وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( لقد نزل من الملائكة في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفاً ما وطئوا الأرض قبلُ ) كما يقول ( أبو سعيـد الخدري )-رضي اللـه عنه- ( كنت ممـن حفر لسعـد قبره ، وكنا كلما حفرنا طبقة مـن تراب ، شممنا ريح المسك حتى انتهينا الى اللحد )

    ولمّا انتهوا الى قبر سعد نزل فيه أربعة نفر ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- واقفٌ على قدميه ، فلمّا وُضع في قبره تغيّر وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وسبّح ثلاثاً ، فسبّح المسلمون ثلاثاً حتى ارتجّ البقيع ، ثم كبّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثاً ، وكبّر أصحابه ثلاثاً حتى ارتجّ البقيع بتكبيره ، فسُئِلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فقيل ( يا رسول الله رأينا بوجهك تغيّراً وسبّحت ثلاثاً ؟) قال ( تضايق على صاحبكم قبره وضُمَّ ضمةً لو نَجا منها أحدٌ لنَجا سعدٌ منها ، ثم فرّج الله عنه )

    فضل سعد
    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما رأى ثوب ديباج ( والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا ) وقد قال شرحبيل بن حسنة ( أخذ إنسان قبضة من تراب قبر سعد فذهب بها ثم نظر إليها بعد ذلك فإذا هي مسك !!
    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الخميس ديسمبر 23, 2010 5:22 pm

    سعيد بن عامر
    رضي الله عنه


    "لقد كان لي أصحاب سبقوني الى الله ، وما أحب أن
    انحرف عن طريقهم ولو كانت لي الدنيا بما فيها "
    سعيد بن عامر


    من هو؟
    سعيد بن عامر بن جِذْيَـم بن سَلامان القرشي ، أمـه أروى بنت أبي مُعَيـط
    أسلم قبل فتح خيبر وهاجر وشهدها ، ومنذ أسلم وبايع الرسول-صلى الله عليه
    وسلم- أعطاهما كل حياته ، شهد مع الرسول الكريم جميع المشاهد والغزوات
    كان أشعث أغبر من فقراء المسلمين ، كما كان من أكبر أتقيائهم.


    جيش الشام
    بلغ سعيد بن عامر أن أبا بكر يريد أن يبعثه مدداً ليزيد بن أبي سفيان ، ومكث أياماً لا يذكر أبو بكر ذلك له ، فقال سعيد ( يا أبا بكر ، والله لقد بلغني أنك تريد أن تبعثني في هذا الوجه ، ثم رأيتك قد سكت ، فما أدري ما بدا لك ؟! فإن كنتَ تريد أن تبعث غيري فابعثني معه ، فما أرضاني بذلك ، وإن كنت لا تريد أن تبعث أحداً ، فما أرغبني بالجهاد ، إيذنْ لي رحمك الله حتى ألحق بالمسلمين ، فقد ذُكِرَ لي أنه قد جُمِعَت لهم جموع كثيرة )

    فقال له أبو بكر ( رحمكَ الله ، الله أرحم الراحمين يا سعيد ، فإنك ما علمتُ من المتواضعين المتواصلين المخبتين ، المجتهدين بالأسحار ، الذاكرين الله كثيراً ) فقال سعيد ( يرحمك الله ، نِعَمُ الله عليّ أفضل ، له الطّوْل والمنُّ ، وأنت ما علمتُك يا خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدوقٌ بالحق قوامٌ بالقسط ، رحيمٌ بالمؤمنين ، شديد على الكافرين ، تحكم بالعدل ، ولا تستأثر بالقسم )

    فقال له ( حسبك يا سعيد ، اخرج رحمك الله فتجهّز ، فإني باعثٌ إلى المؤمنين جيشاً مُمِدّاً لهم ، ومؤمِّرَك عليهم ) وأمر بلالاً فنادى في الناس ( ألا انتدبوا أيّها الناس مع سعيد بن عامر إلى الشام )


    السلامة
    وجاء سعيد بن عامر ومعه راحلته حتى وقف على باب أبي بكر والمسلمون جلوس ، فقال لهم ( أما إن هذا الوجه وجهُ رحمةٍ وبركة ، اللهم فإن قضيتَ لنا -يعني البقاء- فعلى عادتك ، وإن قضيتَ علينا الفرقة فإلى رحمتك ، وأستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ) ثم ولى سائراً

    فقال أبو بكر ( عباد الله ، ادعوا الله أن يصحب صاحبكم وإخوانكم معه ، ويُسلّمهم ، فارفعوا أيديكم رحمكم الله أجمعين ) فرفع القومُ أيديهم وهم أكثر من خمسين ، فقال عليّ ( ما رفع عدّة من المسلمين أيديهم إلى ربهم يسألونه شيئاً إلا استجاب لهم ، ما لم يكن معصية أو قطيعة رحم )

    فبلغ ذلك سعيداً بعدما وقع إلى الشام ، ولقيَ العدو فقال ( رحم الله إخواني ، ليتهم لم يكونوا دعوا لي ، قد كنت خرجتُ وأني على الشهادة لحريصٌ ، فما هو إلا أن لقيتُ العدو فعصمني الله من الهزيمة والفرار ، وذهب من نفسي ما كنت أعرف من حبي الشهادة ، فلمّا أن أخبرتُ أنّ إخواني دعوا لي بالسلامة ، علمت أني قد استجيب لهم !!)


    ولاية الشام
    عندما عزل عمر بن الخطاب معاوية عن ولاية الشام ، تلفت حواليه يبحث عن بديل يوليه مكانه ، يكون زاهد عابد قانت أواب ، وصاح عمر ( قد وجدته ، إلي بسعيد بن عامر ) وعندما جاء وعرض عليه ولاية حمص اعتذر سعيد وقال ( لا تَفْتِنّي يا أمير المؤمنين ) فيصيح عمر به ( والله لا أدعك ، أتضعون أمانتكم وخلافتكم في عنقي ثم تتركونني ؟!) واقتنع سعيد بكلمات عمر ، وخرج الى حمص ومعه زوجه

    الزوجة الجميلة
    خرج سعيد -رضي الله عنه- ومعه زوجته العروس الفائقة الجمال الى حمص ، ولما استقرا أرادت زوجته أن تستثمر المال الذي زوده به عمر ، فأشارت عليه بشراء ما تحتاج إليه من ثياب ومتاع ثم يدخر الباقي ، فقال لها سعيد ( ألا أدلك على خير من هذا ؟ نحن في بلاد تجارتها رابحة ، وسوقها رائجة ،فلنعط هذا المال من يتجر لنا فيه وينميه ) قالت ( فإن خسرت تجارته ؟) قال ( سأجعل ضمانها عليه !) قالت ( فنعم إذن )

    وخرج سعيد فاشترى بعض ضرورات عيشه المتقشف ، ثم فرق جميع المال على الفقراء والمحتاجين ومرت الأيام وكلما سألته زوجته عن تجارتهما يجيبها ( إنها تجارة موفقة ، وإن الأرباح تنمو وتزيد ) وعندما شكت وارتابت بالأمر ألحت عليه لتعرف ، فأخبرها الحقيقة ، فبكت وأسفت على المال ، ونظر إليها سعيد وقد زادت جمالا ثم قال ( لقد كان لي أصحاب سبقوني الى الله ، وما أحب أن انحرف عن طريقهم ولو كانت لي الدنيا بما فيها ) وقال لها ( تعلمين أن في الجنة من الحور العين والخيرات الحسان ، ما لو أطلت واحدة منهن على الأرض لأضاءتها جميعا ، ولقهر نورها نور الشمس والقمر معا ، فلأن أضحي بك من أجلهن ، أحرى وأولى من أن أضحي بهن من أجلك ) وأنهى الحديث هادئا مبتسما وسكنت زوجته وأدركت أنه لا شيء أفضل من السير مع سعيد في طريقه التقي الزاهد


    شكوى أهل حمص
    عندا زار عمر -رضي الله عنه- حمص تحدث مع أهلها فسمع شكواهم ، فقد قالوا ( نشكو منه أربعا لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار ، ولا يجيب أحد بليل ، وله في الشهر يومان لا يخرج فيهما إلينا ولا نراه ، وأخرى لا حيلة له فيها ولكنها تضايقنا وهي أنه تأخذه الغشية بين الحين والحين ) فقال عمر همسا ( اللهم إني أعرفه من خير عبادك ، اللهم لا تخيب فيه فراستي ) ودعا سعيد للدفاع عن نفسه

    فقال سعيد ( أما قولهم إني لا أخرج إليهم حتى يتعالى النهار ، فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب ، إنه ليس لأهلي خادم ، فأنا أعجن عجيني ، ثم أدعه حتى يختمر ، ثم أخبز خبزي ، ثم أتوضأ للضحى ، ثم أخرج إليهم) وتهلل وجه عمر وقال ( الحمدلله ، والثانية ؟!)

    قال سعيد ( وأما قولهم لاأجيب أحدا بليل ، فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب ، إني جعلت النهار لهم ، والليل لربي

    وأما قولهم إن لي يومين في الشهر لا أخرج فيهما ، فليس لي خادم يغسل ثوبي ، وليس لي ثياب أبدلها ، فأنا أغسل ثوبي ثم أنتظر حتى يجف بعد حين وفي آخر النهار أخرج إليهم

    وأما قولهم إن الغشية تأخذني بين الحين والحين ، فقد شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة ، وقد بضعت قريش لحمه ، وحملوه على جذعة ، وهم يقولون له أتحب أن محمدا مكانك ، وأنت سليم معافى ؟ فيجيبهم قائلا والله ما أحب أني في أهلي وولدي ، معي عافية الدنيا ونعيمها ، ويصاب رسول الله بشوكة فكلما ذكرت ذلك المشهد الذي رأيته ، وأنا يومئذ من المشركين ، ثم تذكرت تركي نصرة خبيب يومها ، أرتجف خوفا من عذاب الله ويغشاني الذي يغشاني )

    وانتهت كلمات سعيد المبللة بدموعه الطاهرة ولم يتمالك عمر نفسه وصاح ( الحمد لله الذي لم يخيب فراستي ) وعانق سعيدا

    زهده
    لقد كان سعيد بن عامر صاحب عطاء وراتب كبير بحكم عمله ووظيفته ، ولكنه كان يأخذ ما يكفيه وزوجه ويوزع الباقي على البيوت الفقيرة ، وقد قيل له ( توسع بهذا الفائض على أهلك وأصهارك ) فأجاب ( ولماذا أهلي وأصهاري ؟ لا والله ما أنا ببائع رضا الله بقرابة ) كما كان يجيب سائله ( ما أنا بالمتخلف عن الرعيل الأول ، بعد أن سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( يجمع الله عز وجل الناس للحساب فيجيء فقراء المؤمنين يزفون كما تزف الحمام فيقال لهم قفوا للحساب فيقولون ماكان لنا شيء نحاسب عليه فيقول الله صدق عبادي فيدخلون الجنة قبل الناس )


    وفاته
    وفي العام العشرين من الهجرة ، لقي سعيد -رضي الله عنه- ربه نقيا طاهرا
    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الخميس ديسمبر 23, 2010 5:26 pm

    سلمان الفارسي
    رضي الله عنه

    " سلمان منا أل البيت " حديث شريف


    من هو؟
    سلمان الفارسي وكنيته ( أبو عبد الله ) رجلا من أصبهان من قرية ( جيّ ) ، غادر ثراء والده بحثا عن خلاص عقله وروحه ، كان مجوسيا ثم نصرانيا ثم أسلم للـه رب العالمين ، وقد آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين أبو الدرداء


    قبل الإسلام
    لقداجتهد سلمان -رضي الله عنه- في المجوسية ، حتى كان قاطن النار التي يوقدها ولا يتركها تخبو ، وكان لأبيه ضيعة ، أرسله إليها يوما ، فمر بكنيسة للنصارى ، فسمعهم يصلون وأعجبه ما رأى في دينهم وسألهم عن أصل دينهم فأجابوه في الشام ، وحين عاد أخبر والده وحاوره فقال ( يا أبتِ مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم فوالله مازلت عندهم حتى غربت الشمس ) قال والده ( أي بُني ليس في ذلك الدين خير ، دينُك ودين آبائك خير منه ) قال ( كلا والله إنه خير من ديننا ) فخافه والده وجعل في رجليه حديدا وحبسه ، فأرسل سلمان الى النصارى بأنه دخل في دينهم ويريد مصاحبة أي ركب لهم الى الشام ، وحطم قيوده ورحل الى الشام



    وهناك ذهب الى الأسقف صاحب الكنيسة ، وعاش يخدم ويتعلم دينهم ، ولكن كان هذا الأسقف من أسوء الناس فقد كان يكتنز مال الصدقات لنفسه ثم مات ، وجاء آخر أحبه سلمان كثيرا لزهده في الدنيا ودأبه على العبادة ، فلما حضره الموت أوصى سلمان قائلا ( أي بني ، ما أعرف أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه إلا رجلا بالموصل )


    فلما توفي رحل سلمان الى الموصل وعاش مع الرجل الى أن حضرته الوفاة فدله على عابد في نصيبين فأتاه ، وأقام عنده حتى إذا حضرته الوفاة أمره أن يلحق برجل في عمورية


    فرحل إليه ، واصطنع لمعاشه بقرات وغنيمات ، ثم أتته الوفاة فقال لسليمان ( يا بني ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه ، آمرك أن تأتيه ، ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفا ، يهاجر الى أرض ذات نخل بين جرّتين فإن استطعت أن تخلص إليه فافعل ، وإن له آيات لا تخفى ، فهو لا يأكل الصدقة ، ويقبل الهدية ، وإن بين كتفيه خاتم النبوة ، إذا رأيته عرفته )

    لقاء الرسول
    مر بسليمان ذات يوم ركب من جزيرة العرب ، فاتفق معهم على أن يحملوه الى أرضهم مقابل أن يعطيهم بقراته وغنمه ، فذهب معهم ولكن ظلموه فباعوه ليهودي في وادي القرى ، وأقام عنده حتى اشتراه رجل من يهود بني قريظة ، أخذه الى المدينة التي ما أن رأها حتى أيقن أنها البلد التي وصفت له ، وأقام معه حتى بعث الله رسوله وقدم المدينة ونزل بقباء في بني عمرو بن عوف ، فما أن سمع بخبره حتى سارع اليه

    فدخل على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحوله نفر من أصحابه ، فقال لهم ( إنكم أهل حاجة وغربة ، وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة ، فلما ذكر لي مكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به ) فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه ( كلوا باسم الله ) وأمسك هو فلم يبسط إليه يدا فقال سليمان لنفسه ( هذه والله واحدة ، إنه لا يأكل الصدقة )

    ثم عاد في الغداة الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحمل طعاما وقال ( أني رأيتك لا تأكل الصدقة ، وقد كان عندي شيء أحب أن أكرمك به هدية ) فقال الرسول لأصحابه ( كلوا باسم الله ) وأكل معهم فقال سليمان لنفسه ( هذه والله الثانية ، إنه يأكل الهدية )

    ثم عاد سليمان بعد مرور زمن فوجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في البقيع قد تبع جنازة ، وعليه شملتان مؤتزرا بواحدة ، مرتديا الأخرى ، فسلم عليه ثم حاول النظر أعلى ظهره فعرف الرسول ذلك ، فألقى بردته عن كاهله فاذا العلامة بين كتفيه ، خاتم النبوة كما وصفت لسليمان فأكب سليمان على الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقبله ويبكي ، فدعاه الرسول وجلس بين يديه ، فأخبره خبره ، ثم أسلم



    عتـقه
    وحال الرق بين سليمان -رضي الله عنه- وبين شهود بدر وأحد ، وذات يوم أمره الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يكاتب سيده حتى يعتقه ، فكاتبه على ثلاثمائة نخلة يجيبها له بالفقير وبأربعين أوقية ، وأمر الرسول الكريم الصحابة كي يعينوه ،فأعانه الرجال بقدر ما عندهم من ودية حتى اجتمعت الثلاثمائة ودية ، فأمره الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( إذهب يا سلمان ففقّرها ، فإذا فرغت فأتني أنا أضعها بيدي ) ففقرها بمعونة الصحابة حتى فرغ فأتى الرسول الكريم ، وخرج معه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأخذ يناوله الودي ويضعه الرسول بيده ، فما ماتت منها ودية واحدة فأدى النخيل
    وأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- من بعض المغازي ذهب بحجم بيضة الدجاج وقال له ( خُذْ هذه فأدِّ بها ماعليك يا سلمان ) فقال ( وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي ؟)

    قال ( خُذها فإن الله عزّ وجل سيؤدي بها عنك ) فأخذها فوزنها لهم فأوفاهم ، وحرر الله رقبته ، وعاد رجلا مسلما حرا ، وشهد مع الرسول غزوة الخندق والمشاهد كلها


    غزوة الخندق
    في غزوة الخندق جاءت جيوش الكفر الى المدينة مقاتلة تحت قيادة أبي سفيان ، ورأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب ، وجمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه ليشاورهم في الأمر ، فتقدم سلمان وألقى من فوق هضبة عالية نظرة فاحصة على المدينة ، فوجدها محصنة بالجبال والصخور محيطة بها ، بيد أن هناك فجوة واسعة يستطيع الأعداء اقتحامها بسهولة


    وكان سلمان -رضي الله عنه- قد خبر في بلاد فارس الكثير من وسائل الحرب وخدعها ، فتقدم من الرسول -صلى الله عليه وسلم- واقترح أن يتم حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة ، وبالفعل بدأ المسلمين في بناء هذا الخندق الذي صعق قريش حين رأته ، وعجزت عن اقتحام المدينة ، وأرسل الله عليهم ريح صرصر عاتية لم يستطيعوا معها الا الرحيل والعودة الى ديارهم خائبين


    وخلال حفر الخندق اعترضت معاول المسلمين صخرة عاتية لم يستطيعوا فلقها ، فذهب سلمان الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مستأذنا بتغيير مسار الحفر ليتجنبوا هذه الصخرة ، فأتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع سلمان وأخذ المعول بيديه الكريمتين ، وسمى الله وهوى على الصخرة فاذا بها تنفلق ويخرج منها وهجا عاليا مضيئا وهتف الرسول مكبرا ( الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس ، ولقد أضاء الله لي منها قصور الحيرة ، ومدائن كسرى ، وإن أمتي ظاهرة عليها )

    ثم رفع المعول ثانية وهوى على الصخرة ، فتكررت الظاهرة وبرقت الصخرة ، وهتف الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( الله أكبر أعطيت مفاتيح الروم ، ولقد أضاء لي منها قصور الحمراء ، وإن أمتي ظاهرة عليها ) ثم ضرب ضربته الثالثة فاستسلمت الصخرة وأضاء برقها الشديد ، وهلل الرسول والمسلمون معه وأنبأهم أنه يبصر قصور سورية وصنعاء وسواها من مدائن الأرض التي ستخفق فوقها راية الله يوما ، وصاح المسلمون ( هذا ما وعدنا الله ورسوله ، وصدق الله ورسوله )


    فضله
    قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ( ثلاثة تشتاقُ إليهم الحُور العين عليّ وعمّار وسلمان)

    يتبع
    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الخميس ديسمبر 23, 2010 5:33 pm

    arkblue]]
    حسبه
    سُئِل سلمان -رضي الله عنه- عن حسبه فقال ( كرمي ديني ، وحَسَبي التراب ، ومن التراب خُلقتُ ، وإلى التراب أصير ، ثم أبعث وأصير إلى موازيني ، فإن ثقلت موازيني فما أكرم حسبي وما أكرمني على ربّي يُدخلني الجنة ، وإن خفّت موازيني فما ألأَمَ حَسبي وما أهوَننِي على ربّي ، ويعذبني إلا أن يعود بالمغفرة والرحمة على ذنوبي )


    سلمان والصحابة
    لقد كان إيمان سلمان الفارسي قويا ، فقد كان تقي زاهد فطن وورع ، أقام أياما مع أبو الدرداء في دار واحدة ، وكان أبو الدرداء -رضي الله عنه- يقوم الليل ويصوم النهار، وكان سلمان يرى مبالغته في هذا فحاول أن يثنيه عن صومه هذا فقال له أبو الدرداء ( أتمنعني أن أصوم لربي، وأصلي له؟) فأجاب سلمان ( إن لعينيك عليك حقا ، وإن لأهلك عليك حقا ، صم وافطر ، وصلّ ونام ) فبلغ ذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال ( لقد أشبع سلمان علما )


    وفي غزوة الخندق وقف الأنصار يقولون ( سلمان منا ) ووقف المهاجرون يقولون ( بل سلمان منا ) وناداهم الرسول قائلا ( سلمان منا آل البيت )


    في خلافة عمر بن الخطاب جاء سلمان الى المدينة زائرا ، فجمع عمر الصحابة وقال لهم ( هيا بنا نخرخ لاستقبال سلمان ) وخرج بهم لإستقباله عند مشارف المدينة


    وكان علي بن أبي طالب يلقبه بلقمان الحكيم ، وسئل عنه بعد موته فقال ( ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم ؟ أوتي العلم الأول والعلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر ، وكان بحرا لا ينزف )

    عطاؤه
    لقد كان -رضي الله عنه- في كبره شيخا مهيبا ، يضفر الخوص ويجدله ، ويصنع منه أوعية ومكاتل ، ولقد كان عطاؤه وفيرا بين أربعة آلاف و ستة آلاف في العام ، بيد أنه كان يوزعه كله ويرفض أن ينال منه درهما ، ويقول ( أشتري خوصا بدرهم ، فأعمله ثم أبيعه بثلاثة دراهم ، فأعيد درهما فيه ، وأنفق درهما على عيالي ، وأتصدق بالثالث ، ولو أن عمر بن الخطاب نهاني عن ذلك ما انتهيت )



    الإمارة
    لقد كان سلمان الفارسي يرفض الإمارة ويقول ( إن استطعت أن تأكل التراب ولا تكونن أميرا على اثنين فافعل )

    في الأيام التي كان فيها أميرا على المدائن وهو سائر بالطريق ، لقيه رجل قادم من الشام ومعه حمل من التين والتمر ، وكان الحمل يتعب الشامي ، فلم يكد يرى أمامه رجلا يبدو عليه من عامة الناس وفقرائهم حتى قال له ( احمل عني هذا ) فحمله سلمان ومضيا ، وعندما بلغا جماعة من الناس فسلم عليهم فأجابوا ( وعلى الأمير السلام ) فسأل الشامي نفسه ( أي أمير يعنون ؟!) ودهش عندما رأى بعضهم يتسارعون ليحملوا عن سلمان الحمل ويقولون ( عنك أيها الأمير )

    فعلم الشامي أنه أمير المدائن سلمان الفارسي فسقط يعتذر ويأسف واقترب ليأخذ الحمل ، ولكن رفض سلمان وقال ( لا حتى أبلغك منزلك )
    سئل سلمان يوما ( ماذا يبغضك في الإمارة ؟) فأجاب ( حلاوة رضاعها ، ومرارة فطامها )


    زهده وورعه
    هم سلمان ببناء بيتا فسأل البناء ( كيف ستبنيه ؟) وكان البناء ذكيا يعرف زهد سلمان وورعه فأجاب قائلا ( لا تخف ، إنها بناية تستظل بها من الحر ، وتسكن فيها من البرد ، إذا وقفت فيها أصابت رأسك ، وإذا اضطجعت فيها أصابت رجلك ) فقال سلمان ( نعم ، هكذا فاصنع )


    زواجه
    في ليلة زفافه مشى معه أصحابه حتى أتى بيت امرأته فلما بلغ البيت قال ( ارجعوا آجركم الله ) ولم يُدخلهم عليها كما فعل السفهاء ، ثم جاء فجلس عند امرأته ، فمسح بناصيتها ودعا بالبركة فقال لها ( هل أنت مطيعتني في شيءٍ أمرك به ) قالت ( جلستَ مجلسَ مَنْ يُطاع ) قال ( فإن خليلي أوصاني إذا اجتمعت إلى أهلي أن أجتمع على طاعة الله ) فقام وقامت إلى المسجد فصلّيا ما بدا لهما ، ثم خرجا فقضى منها ما يقضي الرجل من إمرأته


    فلمّا أصبح غدا عليه أصحابه فقالوا ( كيف وجدتَ أهلك ؟) فأعرض عنهم ، ثم أعادوا فأعرض عنهم ، ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم قال ( إنّما جعل الله الستورَ والجُدُرَ والأبواب ليُوارى ما فيها ، حسب امرىءٍ منكم أن يسأل عمّا ظهر له ، فأما ما غاب عنه فلا يسألن عن ذلك ، سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( المتحدث عن ذلك كالحمارين يتسافران في الطريق ))




    عهده لسعد
    جاء سعد بن أبي وقاص يعود سلمان في مرضه ، فبكى سلمان ، فقال سعد ( ما يبكيك يا أبا عبدالله ؟ لقد توفي رسول الله وهو عنك راض ) فأجاب سلمان ( والله ما أبكي جزعا من الموت ، ولا حرصا على الدنيا ، ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إلينا عهدا ، فقال ( ليكن حظ أحدكم من الدنيا مثل زاد الراكب ) وهأنذا حولي هذه الأساود-الأشياء الكثيرة- !) فنظر سعد فلم ير إلا جفنة ومطهرة قال سعد ( يا أبا عبد الله اعهد إلينا بعهد نأخذه عنك ) فقال ( يا سعد اذكر الله عند همك إذا هممت ، وعند حكمك إذا حكمت ، وعند يدك إذا قسمت )


    وفاته
    كان سلمان يملك شيئا يحرص عليه كثيرا ، ائتمن زوجته عليه ، وفي صبيحة اليوم الذي قبض فيه ناداها ( هلمي خبيك الذي استخبأتك ) فجاءت بها فإذا هي صرة مسك أصابها يوم فتح جلولاء ، احتفظ بها لتكون عطره يوم مماته ، ثم دعا بقدح ماء نثر به المسك وقال لزوجته ( انضحيه حولي ، فإنه يحضرني الآن خلق من خلق الله ، لايأكلون الطعام وإنما يحبون الطيب ) فلما فعلت قال لها ( اجفئي علي الباب وانزلي ) ففعلت ما أمر ، وبعد حين عادت فإذا روحه المباركة قد فارقت جسده ، وكان ذلك وهو أمير المدائن في عهد عثمان بن عفان في عام ( 35 هـ ) ، وقد اختلف أهل العلم بعدد السنين التي عاشها ، ولكن اتفقوا على أنه قد تجاوز المائتين والخمسين

    [/size]
    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الخميس ديسمبر 23, 2010 5:38 pm

    سلمى بن الأكوع
    رضي الله عنه



    " خير رجّالتنا -أي مُشاتنا- سلمة بن الأكوع "
    حديث شريف

    من هو؟
    كان سلمة بن عمرو بن الأكوع الأسلمي من رماة العرب المعدودين ، ومن أصحاب
    بيعة الرضوان وحين أسلم أسلم نفسه للإسلام صادقا منيبا يقول ( غزوت مع
    الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبع غزوات ومع زيد بن حارثة تسع غزوات )



    بيعة الرضوان
    حين خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه عام ست من الهجرة ، قاصدين زيارة البيت الحرام ومنعتهم قريش ، وسرت شائعة أن عثمان بن عفان مبعوث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى قريش قد قتـله المشركون بايع الصحابة الرسـول -صلى الله عليه وسلم- على الموت ، يقول سلـمة ( بايعـت رسول الله على الموت تحت الشجرة ، ثم تنحيت ، فلما خـف الناس ، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( يا سلمة ، مالك لا تبايع ؟) قلت ( قد بايعت يا رسول الله ) قال ( وأيضا ) فبايعته ) فبايع يومها ثلاث مرات أوّل الناس ، ووسطهم ، وآخرهم


    غزوة ذي قرد
    أغار عُيينة بن حصن في خيل من غطفان على لقاح لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالغابة ، وفيها رجل من بني غفار وامرأة له ، فقتلوا الرجل واحتملوا المرأة في اللقاح ، وكان أول من نذر بهم سلمة بن الأكوع غدا يريد الغابة متوشحا قوسه ونبله ، ومعه غلام لطلحة بن عبيد الله ، معه فرس له يقوده ، حتى إذا علا ثنية الوداع نظر الى بعض خيولهم ، فأشرف في ناحية سلع ثم صرخ ( واصباحاه !)


    ثم خرج يشتد في أثار القوم وكان مثل السبع ، حتى لحقهم ، فجعل يردهم بالنبل ويقول إذ رمى ( خذها وأنا ابن الأكوع ، اليوم يوم الرضع ) فيقول قائلهم ( أويكعنا هو أول النهار )
    وبقي سلمى كذلك حتى أدركه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قوة وافرة من الصحابة ، وفي هذا اليوم قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( خير رجّالتنا -أي مُشاتنا- سلمة بن الأكوع )



    مصرع أخيه
    لم يعرف سلمة الأسى والجزع إلا عند مصرع أخيه عامر بن الأكوع في حرب خيبر ، في تلك المعركة انثنى سيف عامر في يده وأصابت دؤابته منه مقتلا ، فقال بعض المسلمين ( مسكين عامر حرم الشهادة ) فحزن سلمة وذهب الى الرسول -صلى الله عليه وسلم سائلا ( أصحيح يا رسول الله أن عامرا حبط عمله ؟) فأجاب الرسول ( إنه قتل مجاهدا ، وإن له لأجرين ، وإنه الآن ليسبح في أنهار الجنة )

    الإصابة
    رأى يزيـد بن أبي عُبَيـد أثرَ ضربة في ساق سلمة فقال له ( يا أبا مسلم ما هذه الضربـة ؟) قال سلمة ( هذه ضربة أصابتني يوم خيبر فقال الناس ( أصيب سلمة ) فأتيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- فنفث فيها ثلاث نفثاتٍ ، فما اشتكيتُها حتى الساعة )


    جوده
    كان سلمة على جوده المفيض أكثر ما يكون جوداً إذا سئل بوجه الله ، ولقد عرف الناس منه ذلك ، فإذا أرادوا أن يظفروا منه بشيء قالوا ( نسألك بوجه الله ) وكان يقول ( من لم يعط بوجه الله فبم يعط ؟)

    وفاته
    حين قتل عثمان بن عفان أدرك سلمى بن الأكوع أن الفتنة قد بدأت ، فرفض المشاركة بها ، وغادر المدينة الى الربذة ، حيث عاش بقية حياته ، وفي يوم من العام أربع وسبعين من الهجرة سافر الى المدينة زائرا ، وقضى فيها يومان ، وفي اليوم الثالث مات ، فضمه ثراها الحبيب مع الشهداء والرفاق الصالحين

    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الخميس ديسمبر 23, 2010 5:41 pm

    سهيل بن عمرو
    رضي الله عنه


    "والله لا أدع موقفا مع المشركين ، إلا وقفت مع المسلمين
    مثله ، ولا نفقة أنفقتها مـع المشركيـن ، إلا أنفقـت مع
    المسلمـين مثلها ، لعل أمـري أن يتلـو بعضه بعضا "
    سهيل بن عمرو



    من هو؟
    في غزوة بدر وقع سهيل بن عمرو أسيرا بأيدي المسلمين فقال عمر لرسول الله -صلى
    الله عليه وسلم- ( يا رسول الله دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو حتى لا يقوم عليك
    خطيبا بعد اليوم ) فأجابه الرسول العظيم ( لا أمثل بأحد ، فيمثل الله بي ، وإن كنت
    نبيا ) ثم أدنى عمر منه وقال ( يا عمر لعل سهيلاً يقف غدا موقفاً يسرك !!)
    وتحققت النبـوءة وتحول أعظم خطباء قريش سهيـل بن عمرو الى خطيب باهر من
    خطباء الإسلام


    صلح الحديبية
    خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمن معه من المهاجرين والأنصار ومن لحق به من العرب يريد العمرة ، فمنعتهم قريش من ذلك ، فنزل الرسول الكريم ومن معه في الحديبية ، وأرسلت قريش رسلها للمسلمين ، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يجيبهم جميعا بأنه لم يأت للحرب وإنما لزيارة البيت العتيق ، حتى بعث الرسول ( عثمان بن عفان ) لقريش فسرت شائعة بأنه قتل ، فبايع المسلمون الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الموت في بيعة الرضوان
    فبعثت قريش سهيل بن عمرو الى الرسول مفاوضا ، فلما رآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال ( قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل ) فلما انتهى سهيل الى الرسول تكلما وأطالا حتى تم الصلح الذي أظهر التسامح الكبير والنبيل للرسول -صلى الله عليه وسلم- ودعا الرسول علي بن أبي طالب ليكتب الصلح فقال ( اكتب بسم الله الرحمن الرحيم )
    فقال سهيل ( لا أعرف هذا ، ولكن اكتب باسمك اللهم ) فكتبها ثم قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو ) فقال سهيل ( لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك ) فقال الرسول ( اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو ) وهكذا حتى تم ما قد اتفق عليه


    دعوة الرسول
    كان سهيل بن عمرو من الذين دَعَا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحارث بن هاشم وصفوان بن أمية فنزلت الآية الكريمة

    قال الله تعالى ( ليس لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يُعذِّبَهُم فإنّهم ظالمون ) آل عمران / 128
    فاستبشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهدايتهم ، فتِيْبَ عليهم كلهم


    فتح مكة وإسلامه
    وفي يوم الفتح الكبير فتح مكة ، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأهل مكة ( يا معشر قريش ، ما تظنون أني فاعل بكم ؟ هنالك تقدم سهيل بن عمرو وقال ( نظن خيراً ، أخ كريم وابن أخ كريم ) وتألقت الإبتسامة على وجه الرسول الكريم وقال ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) وفي هذه اللحظة التي سبقها الخوف والرهبة ثم تلاها الخجل والندم تألقت مشاعر سهيل بن عمرو وامتلأت عظمة وأسلم لرب العالمين فأصبح من الذين نقلهم الرسول بعفوه من الشرك الى الإيمان


    قوة إيمانه
    لقد أصبح سهيل -رضي الله عنه- بعد إسلامه في عام الفتح سمحاً كثير الجود ، كثير الصلاة والصوم والصدقة وقراءة القرآن والبكاء خشية الله ، وأخذ على نفسه عهداً فقد قال ( والله لا أدع موقفا مع المشركين ، إلا وقفت مع المسلمين مثله ، ولا نفقة أنفقتها مـع المشركيـن ، إلا أنفقـت مع المسلمـين مثلها ، لعل أمـري أن يتلـو بعضه بعضا )


    وفاة الرسول
    عندما توفي الرسول -صلى الله عليه وسلم- هم أكثر أهل مكة بالرجوع عن الإسلام حتى خافهم والي مكة آنذاك ( عتاب بن أسيد ) فقام سهيل بن عمرو وقد كان مقيما بمكة آنذاك ، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال ( إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة ، فمن رابنا ضربنا عنقه ) فتراجع الناس وكفوا عما هموا به ، وتحققت نبوءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين قال لعمر ( إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه ) وحين بلغ ذلك أهل المدينة تذكر عمر حديث الرسول الكريم له فضحك طويلا


    باب عُمَر
    حضر باب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جماعة من مشيخة الفتح وغيرهم ، فيهم سُهيل بن عمرو ، وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس ، فخرج الآذن فقال ( أين صُهيب ؟ أين عمّار ؟ أين سليمان ؟ ليدخلوا !) فتمعّرت وجُوه القوم ، فقال سهيل ( لِمَ تمعُّر وجوهكم ؟ دُعوا ودُعينا ، فأسرعوا وأبطأنا ، فلئن حسدتموهم على باب عمر ، فما أعدّ الله لهم في الجنة أكثر من هذا !)


    الرباط
    أخذ سهيل بن عمرو مكانه في جيش المسلمين مقاتلا شجاعا ، وخرج معهم الى الشام مقاتلا ، وأبى أن يرجع الى مكة وطنه الحبيب وقال ( سمعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول ( مقام أحدكم في سبيل الله ساعة خير له من عمله طوال عمره ) وإني لمرابط في سبيل الله حتى أموت ، ولن أرجع مكة ) وظل مرابطاً حتى وافته المنية


    الشهادة
    استشهد سهيل بن عمرو في اليرموك سنة ( 15 هـ ) وكان له قصة في ذلك ، فقد كام ممن استشهد معه عكرمة بن أبي جهل ، والحارث بن هشام وجماعة من بينهم المغيرة ، فأُتوا بماء وهم صَرْعى ، فتدافعُوهُ حتى ماتوا ولم يذوقوه ، فقد أتي عكرمة بالماء فنظر الى سهيل بن عمرو ينظر إليه فقال ( ابدؤوا بهذا ) فنظر سهيل إلى الحارث بن هشام ينظر إليه فقال ( ابدؤوا بهذا ) فماتوا كلهم قبل أن يشربوا ، فمرّ بهم خالـد بن الوليـد فقال ( بنفسي أنتم )
    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الخميس ديسمبر 23, 2010 5:44 pm

    شجاع بن وَهْب بن ربيعة بن أسد

    رضي الله عنه


    صاحب سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ، من السابقين الى الإسلام

    الهجرة
    هاجر الى الحبشة ، الهجرة الثانية ثم عاد الى مكة لمّا بلغهم أن أهل مكة أسلموا ، ثم هاجر الى المدينة ، وآخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين أوس بن خَوْليّ


    جهاده
    شهد شجاع بن وهب بدراً هو و أخوه عقبة بن وهب ، وشهد المشاهد كلّها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وأرسله الرسول الكريم الى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغسّاني ، وإلى جبلة بن الأيهم الغسّاني

    وقد بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم-شجاع بن وهب في سريّة في أربعة وعشرين رجلاً الى جمع هوازن بالسِّيّ من أرض بني عامر ناحية ركيّة ، وأمره أن يُغيرَ عليهم ، فصبّحهُم وهم غارّون ، فأصابوا نَعَماً وشاءً كثيراً


    الشهادة
    استشهد شجاعُ -رضي الله عنه- يوم اليمامة ، وهو ابن بضع وأربعين

    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 3:52 pm

    شيبة بن عثمان
    رضي الله عنه

    " اللهم اهدِ شيبة "
    حديث شريف



    من هو؟
    شيبة بن عثمان بن أبي طلحة القرشيّ العبدريّ ، تأخر إسلامه إلى ما بعد الفتح
    وكان حاجب الكعبة المعظّمة


    يوم الفتح
    دفع الرسول -صلى الله عليه وسلم- لشيبة عام الفتح مفتاح الكعبة ، وإلى ابن عمه عثمان بن طلحة بن أبي طلحة وقال ( خُذُوها خالدة مخلّدَة تَالِدَة إلى يوم القيامة ، يا بني أبي طلحة ، لا يأخذها منكم إلا ظالم )

    الثأر و الإيمان
    في يوم حنين أراد شيبة بن عثمان الأخذ بالثأر لمقتل أبيه يوم أحد كافراً ، يقول شيبة ( اليوم أقتُل محمداً ، فأدرتُ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأقتله ، فأقبل شيءٌ حتى تغشّى فؤادي ، فلم أطقْ ذلك ، فعلمت أنه ممنوع ) فقد قذف اللـه بقلبه الرعب ، قال شيبة ( يا نبي اللـه إنّي لأرى خيلاً بُلقاً ؟!) قال ( يا شيبة ! إنه لا يراها إلا كافر ) فضرب بيده على صدر شيبة و قال ( اللهم اهدِ شيبة ) وفعل ذلك ثلاثاً ، يقول شيبة ( فما رفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يده عن صدري الثالثة حتى ما أجد من خلقِ الله أحبَّ إلي منه ) وثبت الإيمان في قلبه ، وقاتل بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم-
    ويقول شيبة أيضا في ذلك ( لمّا اختلط الناس اقتحم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بغلته ، وأصلتَ السيف ، ودنوتُ أريد منه ما أريد منه ، ورفعت سيفي حتى كدّت أسوّره ، فرُفِعَ لي شُواظٌ من نار كالبرق كاد يمحشني ، فوضعت يدي على بصري خوفاً عليه ، والتفت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنادى ( يا شيبة آدْنُ مني ) فدنوت ، فمسح صدري ثم قال ( اللهم أعذه من الشيطان ) فوالله لهو كان ساعة إذ أحب إلي من سمعي وبصري ونفسي ، وأذهب الله ما كان بي ، ثم قال ( ادْنُ فقاتل )
    فتقدّمت أمامه أضرب بسيفي ، الله يعلم أنّي أحبُّ أن أقيه بنفسي كلَّ شيء ، ولو لقيت تلك الساعة أبي ، لو كان حيّاً ، لأوقعت به السيف ، فجعلتُ ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون ، فكرّوا كرّة رجلٍ واحدٍ ، وقربت بغلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستوى عليها ، فخرج في إثرهم حتى تفرّقوا في كل وجه ، ورجع إلى معسكره فدخل خِباءه ، فدخلتُ عليه ، ما دخل عليه غيري حبّاً لرؤية وجهه وسروراً به ، فقال ( يا شيبة ! الذي أراد الله بك خيراً مما أردت بنفسك ) ثم حدّثني بكل ما ضمرتُ في نفسي ممّا لم أذكره لأحدٍ قطٌ ، فقلت ( أشهـد أن لا إلـه إلا وأنك رسـول الله ) ثم قلت ( استغفر لي يا رسول الله ) فقال ( غفر الله لك )


    وفاته
    توفي شيبة -رضي الله عنه- سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية
    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 3:56 pm

    صدي بن عجلان
    (أبو أمامة الباهليّ)
    رضي الله عنه


    " يا أبا أمامة ، أنت مني وأنا منك " حديث شريف


    من هو؟
    صُدَيّ بن عجلان بن وهب البَاهليّ السُّلَميّ كنيته أبو أمامة ، من قيـس غيلان
    صحابي فاضل زاهد روى علماً كثيراً ، أرسله الرسول -صلى الله عليه وسلم
    إلى قومه فأسلموا


    قومه
    بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو أمامة إلى قومه ، فأتاهم وهم على الطعام ، فرحّبوا به وقالوا ( تعال فَكُلْ ) فقال ( إني جِئْتُ لأنهاكم عن هذا الطعام ، وأنا رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتيتكم لتُؤمنوا به ) فكذّبوه وزَبَروه وهو جائع ظمآن ، فنام من الجهد الشديد ، فأتِيَ في منامه بشربة لبن ، فشَرِبَ ورويَ وعَظُمَ بطنه ، فقال القوم ( أتاكم رجل من أشرافكم وسراتكم فرددتموه ، اذهبوا إليه ، وأطعموه من الطعام والشراب ما يشتهي ) يقول أبو أمامة ( فأتوني بالطعام والشراب فقلت ( لا حاجة لي في طعامكم وشرابكم ، فإن الله عزّ وجلّ أطعمني وسقاني ، فانظروا إلى الحال التي أنا عليها ) فنظروا فآمنوا بي وبما جئتُ به من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- )


    الشهادة
    أنشأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( أي غزواً ) فأتاه أبو أمامة فقال ( يا رسول الله ! ادْعُ الله لي بالشهادة ) فقال ( اللهم سلّمْهُم ) وفي رواية أخرى ( ثَبِّتْهُم وغَنِّمْهم ) فغزوا وسَلِموا و غَنِموا ، ثم أنشأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزواً ثانياً ، فأتاه أبو أمامة فقال ( يا رسول الله ! ادْعُ الله لي بالشهادة ) فقال ( اللهم ثَبّتْهُم ) وفي رواية أخرى ( سَلّمهم و غَنِّمْهم ) فغزوا فسلموا وغنِموا

    ثم أنشأ رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- غَزْواً ثالثاً ، فأتاه أبو أمامة فقال ( يا رسـول الله ! إنّي قد أتيتُكَ مرّتين أسألك أن تدعوَ لي بالشهادة ، فقلت ( اللهم سلّمهم وغنّمهم )!! يا رسول الله فادعُ لي بالشهادة !) فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( اللهم سلّمهم وغنّمهم ) فغزوا وسلموا وغنموا ، فأتاه بعد ذلك فقال ( يا رسول الله ! مُرْني بعملٍ آخُذُهُ عنك ، فينفعني الله به ؟!)
    فقال ( عليك بالصَّوْم ، فإنّه لا مثْلَ له )


    أنفع الأعمال
    أتى أبو أمامة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال ( يا رسول الله ! أمرتني بأمر أرجو أن يكون الله قد نفعني به ، فمُرْنِي بأمرٍ آخر عسى الله أن ينفعني به ) قال ( اعلمْ أنك لا تسجد لله سجدةً إلا رفع الله لك بها درجة ) أو قال حطّ عنك بها خطيئة


    فضله
    قال أبو أمامة أخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي ثم قال لي ( يا أبا أمامة ، إنّ مِنَ المؤمنين مَنْ يَلينُ له قلبي )

    كان -رضي الله عنه- كثير الصيام هو وامرأته وخادمه ، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( عليكَ بالصوم ، فإنه لا مِثْلَ له )

    جاء رجل إلى أبي أمامة وقال ( يا أبا أمامة ! إني رأيت في منامي الملائكة تصلي عليك ، كلّما دخلتَ وكلّما خرجت ، وكلّما قمت وكلّما جلست !!)
    قال أبو أمامة ( اللهم غفراً دَعُونا عنكم ، وأنتم لو شئتم صلّت عليكم الملائكة ) ثم قرأ
    قوله تعالى "( يا أيُّها الذين آمنوا اذكُروا اللّهَ ذِكْراً كثيراً وسبِّحوهُ بُكْرَةً وأصيلاً ، هو الذي يُصلّي عليكم وملائكتُهُ ليُخرجَكم مِنَ الظلماتِ إلى النُّورِ وكان بالمؤمنينَ رَحيماً ")


    الوصية
    قال سُلَيم بن عامر ( كنّا نجلس إلى أبي أمامة ، فيُحدّثنا كثيراً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم يقول ( اعقِلوا ، وبَلّغوا عنّا ما تسمعون ) وقد قال سليمان بن حبيب ( أنّ أبا أمامة الباهليّ قال لهم ( إنّ هذه المجالس من بلاغ الله إيّاكم ، وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد بلّغ ما أرسل به إلينا ، فبلّغوا عنّا أحسنَ ما تسمعون )
    وقد دخل سليمان بن حبيب مسجد حمص ، فإذا مكحول وابن أبي زكريا جالسان فقال ( لو قمنا إلى أبي أمامة صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأدّينا من حقّه وسمعنا منه )
    فقاموا جميعاً وأتوه وسلّموا عليه ، فردّ السلام وقال ( إنّ دخولكم عليّ رحمةٌ لكم وحجّة عليكم ، ولم أرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من شيءٍ أشدَّ خوفاً من هذه الأمة من الكذب والمعصية ، ألا وإنه أمرنا أن نبلّغكم ذلك عنه ، ألا قد فعلنا ، فأبْلِغوا عنّا ما قد بلّغناكم )



    العِظَة
    وعَظَ أبو أمامة الباهليّ فقال ( عليكم بالصبر فيما أحببتُم وكرهتم ، فنعم الخصلة الصبر ، ولقد أعجبتكم الدنيا وجرّت لكم أذيالها ، ولبست ثيابها وزينتها إنّ أصحاب نبيّكم كانوا يجلسون بفناءِ بيوتهم يقولون ( نجلس فنُسَلّمُ ويُسَلّمُ علينا )
    وقال أبو أمامة ( المؤمنُ في الدنيا بينَ أربعةٍ بين مؤمن يحسده ، ومنافق يُبغضه ، وكافر يُقاتله ، وشيطان قد يُوكَلُ به )
    وقال ( حبّبوا الله إلى الناس ، يُحْبِبْكُم الله )


    وفاته
    عُمِّر أبو أمامة طويلاً وتوفي سنة ( 81 أو 86 هـ ) في خلافة عبد الملك بن مروان ، وقد كان آخر من توفى من الصحابة بالشام

    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 3:59 pm

    صفوان بن أميّة
    رضي الله عنه


    " ما طابتْ نفسُ أحدٍ بمثل هذا إلا نفسُ نبيّ
    أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبدُهُ ورسوله "
    صفوان


    من هو؟
    صفوان بن أميّة بن خلف بن وهب الجمحي القرشي ، أسلم بعد فتح مكة
    قُتِلَ أبوه يوم بدر كافراً ، وكان من كبراء قريش ، وكان صفوان أحد
    العشرة الذين انتهى إليهم شَرَفُ الجاهلية ، ووصله لهم الإسلام من عشربطون ، شهد اليرموك وكان أميراً على كُرْدُوس من الجيش

    دعوة الرسول
    كان صفوان بن أمية من الذين دَعَا عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحارث بن هاشم وسهيل بن عمرو فنزلت الآية الكريمة

    قال الله تعالى ( ليس لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يُعذِّبَهُم فإنّهم ظالمون ) آل عمران / 128
    فاستبشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهدايتهم ، فتِيْبَ عليهم كلهم


    فتح مكة
    وفي يوم الفتح العظيم ، راح عمير بن وهب يُناشد صفوان الإسلام ويدعوه إليه ، بيْد أن صفوان شدّ رحاله صوب جدّة ليبحر منها الى اليمن ، فذهب عمير الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال له ( يا نبي الله ، إن صفوان بن أمية سيد قومه ، وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر ، فأمِّـنه صلى الله عليك ) فقال النبي ( هو آمن ) قال ( يا رسول الله فأعطني آية يعرف بها أمانك ) فأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمامته التي دخل فيها مكة
    فخرج بها عمير حتى أدرك صفوان فقال ( يا صفوان فِداك أبي وأمي ، الله الله في نفسك أن تُهلكها ، هذا أمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد جئتك به ) قال له صفوان ( وَيْحَك ، اغْرُب عني فلا تكلمني ) قال ( أيْ صفوان فداك أبي وأمي ، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضـل الناس وأبـر الناس ، وأحلـم الناس وخيـر الناس ، عِزَّه عِزَّك ، وشَرَفه شَرَفـك ) قال ( إنـي أخاف على نفسـي ) قال ( هو أحلم من ذاك وأكرم )
    فرجع معه حتى وقف به على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال صفوان للنبي الكريم ( إن هذا يزعم أنك قـد أمَّـنْتَنـي ) قال الرسـول -صلى الله عليه وسلم- ( صـدق ) قال صفـوان ( فاجعلني فيها بالخيار شهريـن ) فقـال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أنت بالخيار فيه أربعة أشهر ) وفيما بعد أسلم صفوان


    يوم حُنَين
    لمّا أجمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السير إلى هوازن ليلقاهم ، ذُكِرَ له أن عند صفوان بن أمية أدراعاً له وسلاحاً ، فأرسل إليه وهو يومئذ مشرك ، فقال ( يا أبا أمية ، أعرنا سلاحك هذا نلقَ فيه عدونا غداً ) فقال صفوان ( أغصباً يا محمد ؟) قال ( بل عارِيَةٌ ومضمونة حتى نؤديها إليك ) قال ( ليس بهذا بأس ) وقد هلك بعضها فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( إن شئت غَرِمتُها لك ؟) قال ( لا ، أنا أرغبُ في الإسلام من ذلك )

    إسلامه
    لمّا فرّق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غنائم حُنَين ، رأى صفْوان ينظر إلى شِعْبٍ ملآن نَعماً وشاءً ورعاءَ ، فأدام النظر إليه ، ورسول الله -صلى اللـه عليه وسلم- يَرْمُقُـهُ فقال ( يا أبا وهب يُعْجِبُـكَ هذا الشّعْبُ ؟) قال ( نعم ) قال ( هو لك وما فيه ) فقبـض صفوان ما في الشّعْب و قال ( ما طابتْ نفسُ أحدٍ بمثل هذا إلا نفسُ نبيّ ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبدُهُ ورسوله ) وأسلم في مكانه


    الهجرة
    وأقام صفوان بمكة مسلماً بعد عودة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة ، فقيل له ( لا إسلام لمن لا هجرة له ) فقدم المدينة فنزل على العباس ، فقال ( ذاك أبرَّ قريش بقريش ، ارجع أبا وهب ، فإنه لا هجرة بعد الفتح ولمن لأباطحِ مكة ؟!) فرجع صفوان فأقام بمكة حتى مات فيها


    العطاء
    لمّا أعطى عمر بن الخطاب أوّل عطاء أعطى صفوان ، وذلك سنة ( 15 هـ ) ، فلمّا دَعا صفوان وقد رأى ما أخذَ أهل بدرٍ ، ومن بعدهم إلى الفتح ، فأعطاه في أهل الفتح ، أقلَّ مما أخذ من كان قبله أبَى أن يقبله و قال ( يا أمير المؤمنين ، لست معترفاً لأن يكون أكرم مني أحد ، ولستُ آخذاً أقلَّ ممّا أخذ من هو دوني ، أو من هو مثلي ؟) فقال عمر ( أنّما أعطيتُهُم على السابقة والقدمة في الإسلام لا على الأحساب ) قال ( فنعم إذن ) فأخذ وقال ( أهل ذاكَ هُمْ )


    فضله
    كان صفوان -رضي الله عنه- أحد المطعمين ، وكان يُقال له ( سِداد البطحاء ) وكان من أفصح قريش لساناً


    وفاته
    توفي صفوان بن أميّة في مكة في نفس سنة مقتل عثمان بن عفان سنة
    ( 35 هـ )
    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 4:02 pm

    صفوان بن المعطّل
    رضي الله عنه

    " ما علمـتُ عنه إلا خيـراً "
    حديث شريف

    من هو؟
    صفوان بن المعطّل بن رُبيعة السُّلَميّ الذكوانيّ وكنيته أبو عمـرو
    قديم الإسلام ، شهد الخندق والمشاهد بعدها ، وهو الذي رُميت به
    السيدة عائشة في حادثة الإفك


    حادثة الإفك
    في غزوة المصطلق سنة ست للهجرة ، لما فرغ الرسول -صلى الله عليه وسلم- من سفره ذلك وجّه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات به بعض الليل ، ثم أذّن في الناس بالرحيل ، فارتحل الناس ، وخرجت السيدة عائشة لبعض حاجاتها وفي عنقها عقد ، فلما فرغت أنسل ، فلما رجعت الى الرحل ذهبت تلتمسه في عنقها فلم تجده ، فرجعت الى مكانها الذي ذهبت إليه ، فالتمسته حتى وجدته ، وجاء القوم فأخذوا الهودج وهم يظنون أنها فيه كما كانت تصنع ، فاحتملوه فشدوه على البعير ، ولم يشكوا أنها فيه ، ثم أخذوا برأس البعير فانطلقوا به ، فرجعت الى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب ، قد انطلق الناس
    فتلففت بجلبابها ثم اضطجعت في مكانها ، وعرفت أن لو قد افتُقِدت لرُجع إليها ، فمر بها صفوان بن المعطّل السُّلَمي ، وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته ، فلم يبت مع الناس ، فرأى سوادها فأقبل حتى وقف عليها ، وقد كان يراها قبل أن يضرب الحجاب ، فلما رآها قال ( إنا لله وإنا إليه راجعون ، ظعينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) وقال ( ما خلّفك يرحمك الله ؟) فما كلمته ، ثم قرب البعير فقال ( اركبي ) واستأخر عنها ، فركبت وأخذ برأس البعير فانطلق سريعاً يطلب الناس ، فتكلّم أهل الإفك وجهلوا

    وكان صفوان صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ومن صالحي أصحابه ، وقد أثنى عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حادثة الإفك ، فقد قام الرسول الكريم فحَمَد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال ( أمّا بعد فأشيروا عليّ في أناس أبَنوا -اتهموا- أهلي ، وأيْمُ الله إنْ -ما- علمتُ على أهلي من سُوءٍ قطّ ، وأبَنوا بِمَن ؟ والله إنْ علمتُ عليه سوْءاً قطّ ، ولا دخل على أهلي إلا وأنا شاهِد ) يعني صفوان بن المعطل


    حسّان بن ثابت
    وقد أكثر حسان بن ثابت على صفوان بن المعطّل في شأن عائشة ، وقال بيت شعر يُعرّض به فيه

    أمسى الجلابيبُ قد عزُّوا وقد كثُرُوا*****وابنُ الفُريعة أمسَى بيضةَ البَلَدِ
    ويعني بالجلابيب السفلة ، وبابن الفُريعة نفسه ، فأمُّهُ الفُريعة ، وبيضة البلد أي أنه وحيد ، تشبيه بيضة النعامة التي تتركها في الفلاة فلا تحضنها ، فغضب صفوان وحلف لئن أنزل الله عذرَه ليضربنّ حسان ضربة بالسيف ، وبالفعل بعد نزول البراءة وقف له ليلةً فضربه ضربة كشط جلدة رأسه ، فأخذ ثابت بن قيس صفوان وجمع يديه الى عنقه بحبل وانطلق إلى دار بني حارثة ، فلقيه عبدالله بن رواحة فقال له ( ما هذا ؟!) فقال ( ما أعجبك عَدَا على حسّان بالسيف ، فوالله ما أراه إلا قد قتله ) فقال ( هل علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما صنعت به ؟) فقال ( لا ) فقال ( والله لقد اجترأت ، خلِّ سبيله ، فسنغدو على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنعلمه أمره ) فخلى سبيله

    فلمّا أصبحوا غدوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكروا له ذلك فقال ( أين ابن المعطل ؟) فقام إليه فقال ( ها أنا يا رسول الله ) فقال ( ما دَعاك إلى ما صنعت ) فقال ( يا رسول الله ، آذاني وكثّر عليّ ، ثم لم يرضَ حتى عرّض في الهجاء ، فاحتملني الغضب ، وهذا أنا ، فما كان عليّ من حقّ فخذني به ) فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( ادعُ لي حسّان ) فأتيَ به فقال ( يا حسّان أتشوّهت على قومٍ أن هداهُمُ اللـه للإسلام ؟ أحْسِن فيما أصابك ) فقال ( هي لك يا رسـول اللـه ) فأعطاه رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- سيرين القبطية فولدت له عبدالرحمن


    وفاته
    استشهد في خلافة عمر بن الخطاب في معركة أرمينية عام ( 19 هـ / 640 م ) ، وقيل توفي بالجزيرة في ناحية سُمَيْساط -على شاطيء الفرات في غربيه في طرف بلاد الروم- ، وقيل أنه غزا الروم في خلافة معاوية ، فاندقّت ساقه ، ولم يزل يُطاعن حتى مات سنة ( 58 هـ )
    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 4:07 pm

    صهيب بن سنان
    رضي الله عنه


    " ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى "
    حديث شريف


    من هو؟
    لقد كان والده حاكم ( الأبله ) ووليا عليهـا لكسرى ، فهو من العرب الذين نزحوا الى
    العراق قبل الاسلام بعهد طويل ، وله قصـر كبير على شاطئ الفرات ، فعاش صهيب
    طفولة ناعمة سعيدة ، الى أن سبي بهجوم رومي ، وقضى طفولته وصدر شبابه في بلاد
    الروم ، وأخذ لسانهم ولهجتهم ، وباعه تجار الرقيق أخيرا لعبد اللـه بن جدعان في مكة
    وأعجب سيده الجديد بذكائه ونشاطه واخلاصه ، فاعتقه وحرره ، وسمح له بالاتجار معه


    اسلامه
    يقول عمار بن ياسر -رضي الله عنه- ( لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيها فقلت له ماذا تريد ؟
    فأجابني ماذا تريد أنت ؟
    قلت له أريد أن أدخل على محمد ، فأسمع ما يقول
    قال وأنا أريد ذلك
    فدخلنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعرض علينا الاسلام ، فأسلمنا ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا ، ثم خرجنا ، ونحن مستخفيان ) فكان إسلامهما بعد بضعة وثلاثين رجلاً


    هجرته الى المدينة
    عندما هم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة ، علم صهيب بها ، وكان من المفروض ان يكون ثالث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر ، ولكن أعاقه الكافرون ، فسبقه الرسول -صلى الله عليه وسلم-وأبو بكر ، وحين استطاع الانطلاق في الصحراء ، أدركه قناصة قريش ، فصاح فيهم ( يا معشر قريش ، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا ، وأيم الله لا تصلون الي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ، حتى لا يبقى في يدي منه شيء ، فأقدموا ان شئتم ، وان شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني )

    فقبل المشركين المال وتركوه قائلين ( أتيتنا صعلوكا فقيرا ، فكثر مالك عندنا ، وبلغت بيننا ما بلغت ، والآن تنطلق بنفسك و بمالك ؟؟) فدلهم على ماله وانطلق الى المدينة ، فأدرك الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قباء ولم يكد يراه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى ناداه متهللا ( ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى ) فقال ( يا رسول الله ، ما سبقني إليك أحدٌ ، وما أخبرك إلا جبريل )

    فنزل فيه قوله تعالى "( ومِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفسَهُ ابتغاءَ مَرْضَاةِ اللهِ ، واللهُ رءُوفٌ بالعِبادِ ") البقرة آية ( 207 )


    صورة ايمانه
    يتحدث صهيب -رضي الله عنه- عن ولائه للاسلام فيقول ( لم يشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مشهدا قط ، الا كنت حاضره ، ولم يبايع بيعة قط الا كنت حاضرها ، ولم يسر سرية قط الا كنت حاضرها ، ولا غزا غزاة قط ، أول الزمان وآخره ، الا كنت فيها عن يمينه أو شماله ، وما خاف -المسلمون- أمامهم قط ، الا كنت أمامهم ، ولا خافوا وراءهم ، الا كنت وراءهم ، وما جعلت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيني وبين العدو أبدا حتى لقي ربه )
    وكان الى جانب ورعه خفيف الروح ، حاضر النكتة ، فقد رآه الرسول -صلى الله عليه وسلم- يأكل رطبا ، وكان باحدى عينيه رمد ، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ضاحكا ( أتأكل الرطب وفي عينيك رمد ) فأجاب قائلا ( وأي بأس ؟ اني آكله بعيني الأخرى !!)


    الخصال الثلاث
    قال عمر -رضي الله عنه- لصهيب ( أيُّ رجلٍ أنت لولا خصالٍ ثلاث فيك ) قال ( وما هُنّ ؟) قال ( اكتنيتَ وليس لك ولد ، وانتميت إلى العرب وأنت من الروم ، وفيك سَرَفٌ في الطعام ) قال صهيب ( أمّا قولك اكتنيتَ ولم يولد لك ، فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كنّاني أبا يحيى ، وأمّا قولك انتميت إلى العرب وأنت من الروم ، فإنّي رجل من النّمر بن قاسط ، سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي ، وأمّا قولك فيك سرفٌ في الطعام ، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( خياركم من أطعم الطعام )


    فضله
    قال رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم- ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليُحبَّ صُهيباً حُبَّ الوالدة لولدها ) وقال ( لا تُبغضوا صُهيباً ) وقال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- ( السُّبّاق أربعة ، أنا سابقُ العرب ، وصهيب سابق الروم ، وسلمان سابق الفرس ، وبلال سابق الحبش )
    وعندما اعتدي على أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- وصى الأمير أصحابه بأن يصل بالناس صهيبا ، حتى يتم اختيار الخليفة الجديد ، فكان هذا الاختيار من تمام نعم الله على هذا العبد وكان ممن اعتزل الفتنة وأقبل على شأنه


    وفاته
    توفي في المدينة في شوال عام ( 38 هـ )

    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 4:10 pm

    الضّحّاك بن سفيان

    رضي الله عنه


    من هو؟
    الضّحّاك بن سفيان بن الحارث العامريّ الكِلابيّ ، صحابيّ ولاه الرسول -صلى الله
    عليه وسلم- على من أسلم من قومه ، وعقد له لواء يوم فتح مكة ، وكان سيّاف
    رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم على رأسه متوشّحاً بالسيف ، ويُعدّ وحده
    بمائة فارس


    فتح مكة
    لمّا سار الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى فتح مكة أمّرَهُ على بني سليم ، لأنهم كانوا تسعمائة ، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( هل لكم في رجل يعدلُ مائةً يوفّيكم ألفاً ) فوفّاهم بالضحاك وكان رئيسهم ، واستعمله الرسول -صلى الله عليه وسلم- على سرية

    ولمّا رجع الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الجِعرانة بعثه على بني كلاب يجمع صدقاتهم وكان صاحب راية بني سُلَيم ورأسهم ، وقال لهم حين تَبِعوا الفُجـاءةَ السُّلَمِي ( يا بني سُلَيـم بئسَ ما فعلتـم ) وبالغ في وعظـهِ ، فشتموهُ وهمُّوا به ، فارتحلَ عنهم فندمـوا وسألوه أن يُقيـمَ فأبى ، و قال ( ليس بيني وبينكم مُوادّة ) وقال في ذلك شعراً ،

    ثم رجع مع المسلمين الى قتالهم ، فاستشهد
    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 4:14 pm

    الطفيل بن عمرو الدّوسي
    رضي الله عنه

    " اللهم اهد دوساً وأت بهم مسلمين "
    حديث شريف

    من هو؟
    الطفيل بن عمرو الدوسي نشأ في أسرة كريمة في أرض ( دَوْس ) وذاع صيته كشاعر
    نابغة ، وكان موقعه في سوق عكاظ في المقدمة ، وكان كثير التردد على مكة

    اسلامه
    وفي إحدى زياراته لمكة كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد شرع بدعوته ، وخشيت قريش أن يلقاه الطفيل ويسلم ، فيضع شعره في خدمة الإسلام ، لذا أحاطوا فيه وأنزلوه ضيفاً مكرماً ، وراحوا يحذرونه من محمد ، بأن له قولاً كالسحر ، يفرق بين الرجل وأبيه ، والرجل وأخيه ، والرجل وزوجته ، ويخشون عليه وعلى قومه منه ، ونصحوه بألا يسمعه أو يكلمه
    وحين خرج الطفيل من عندهم ، وضع في أذنه كُرسُفاً ( القطن ) كي لا يسمع شيئا ، فوجد النبي -صلى الله عليه وسلم- قائما يصلي عند الكعبة ، فقام قريبا منه فسمع بعض ما يقرأ الرسول الكريم ، فقال لنفسه ( واثُكْلَ أمي ، والله إني لرجل لبيب شاعر ، لا يخفى علي الحسن من القبيح ، فما يمنعني أن أسمع من الرجل ما يقول ، فإن كان الذي يأتي به حسن قبلته ، وإن كان قبيحا رفضته )

    ثم تبع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى منزله ودخل ورائه و قال ( يا محمد إن قومك قد حدثوني عنك كذا وكذا ، فوالله ما برحوا يخوفونني أمرك حتى سددت أذني بكرسف لئلا أسمع قولك ، ولكن الله شاء أن أسمع ، فسمعت قولا حسنا ، فاعرض علي أمرك ) فعرض عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- الإسلام ، وتلا عليه القرآن ، فأسلم الطفيل وشهد شهادة الحق وقال ( يا رسول الله ، إني امرؤ مطاع في قومي وإني راجع إليهم ، وداعيهم الى الإسلام ، فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عوناً فيما أدعوهم إليه ) فقال عليه السلام ( اللهم اجعل له آية )


    الآيـة
    وروى الطفيل قائلاً ( فخرجتُ إلى قومي ، حتى إذا كنت بثنيّة تُطلعني على الحاضر -القوم النازلين إلى الماء- فوقع نورٌ بين عيني مثل المصباح ، فقلت ( اللهم في غير وجهي ، فإني أخشى أن يظنّوا أنّها مُثلةٌ وقعتْ في وجهي لفراق دينهم ) فتحوّل النور فوقع في رأس سَوْطي ، فجعل الحاضر يتراءَوْن ذلك النور في سوْطي كالقنديل المعلّق ) وفي رواية كان يُضيء في الليلة المظلمة له ، فسُمّي ذا النور


    أهل بيته
    ما كاد الطفيل -رضي اللـه عنه- يصل الى داره في أرض ( دَوْس ) حتى أتى أبـاه فقال له ( إليك عني يا أبتـاه ، فلست مني ولست منك ) فقال ( ولِمَ يا بنيّ ؟) قال ( إني أسلمتُ واتبعتُ دين محمد -صلى الله عليه وسلم- ) قال ( يا بُنيّ ديني دينك ) قال ( فاذهب فاغتسلْ وطهّر ثيابك ) ثم جاء فعرض عليه الإسلام فأسلم
    ثم أتت زوجته فقال لها ( إليك عني لستُ منكِ ولستِ مني ) قالت ( ولِمَ بأبي أنت ؟) قال ( فرّق بيني وبينك الإسلام ، إني أسلمتُ وتابعتُ دين محمد -صلى الله عليه وسلم- ) قالت ( ديني دينك ) فقال ( فاذهبي إلى حمى ذي الشّرىَ ، فتطهّري منه ) وكان ذو الشرَى صنم دَوس والحِمَى حمىً له يحمونه ، وله وَشَلٌ وماءٌ يهبط من الجبل ، فقالت ( بأبي أنت ، أتخافُ على الصبية من ذي الشرى شيئاً ؟) قال ( لا ، أنا ضامن لما أصابك) فذهبت فاغتسلت ثم جاءَت ، فعرض عليها الإسلام فأسلمت


    أهل دَوْس
    وانتقل الى عشيرته فلم يسلم أحد منهم سوى أبو هريرة -رضي الله عنه- ، وخذلوه حتى نفذ صبره معهم ، فركب راحلته وعاد الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يشكو إليه وقال ( يا رسول الله إنه قد غلبني على دَوْس الزنى والربا ، فادع الله أن يهلك دَوْساً !) وكانت المفاجأة التي أذهلت الطفيل حين رفع الرسول -صلى الله عليه وسلم-كفيه الى السماء وقال ( اللهم اهْدِ دَوْساً وأت بهم مسلمين ) ثم قال للطفيل ( ارجع الى قومك فادعهم وارفق بهم ) فنهض وعاد الى قومه يدعوهم بأناة ورفق


    قدوم دَوْس
    وبعد فتح خيبر أقبل موكب ثمانين أسرة من دَوْس الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكبرين مهللين ، وجلسوا بين يديه مبايعين ، وأخذوا أماكنهم والطفيل بين المسلمين ، وخلف النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وأسهم لهم مع المسلمين ، وقالوا ( يا رسول الله ، اجعلنا مَيْمَنتك ، واجعل شعارنا مَبْرور ) ففعل ، فشعار الأزد كلها إلى اليوم ( مَبْرُور )


    فتح مكة
    ودخل الطفيل بن عمرو الدوسي مكة فاتحا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين ، فتذكر صنماً كان يصحبه اليه عمرو بن حُممة ، فيتخشع بين يديه ويتضرع إليه ، فاستأذن النبي الكريم في أن يذهب ويحرق الصنم ( ذا الكَفّين ) صنم عمرو بن حَمَمَة ، فأذن له النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فذهب وأوقد نارا عليه كلما خبت زادها ضراما وهو ينشد ( يا ذا الكَفّيْنِ لستُ من عُبّادِكا ، مِيلادُنا أكبرُ من مِيلادِكا ، إنّا حَشَشْنَا النارَ في فؤادِكا )


    حروب الردة
    وبعد انتقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى الرفيق الأعلى ، شارك الطفيل -رضي الله عنه- في حروب الردة حربا حربا ، وفي موقعة اليمامة خرج مع المسلمين وابنه عمرو بن الطفيل ، ومع بدء المعركة راح يوصي ابنه أن يقاتل قتال الشهداء ، وأخبره بأنه يشعر أنه سيموت في هذه المعركة وهكذا حمل سيفه وخاض القتال في تفان مجيد


    الرؤيا
    وقبل معركة اليمامة قال الطفيل لأصحابه ( إنّي رأيت رؤيا ، فاعْبُرُوها لي ، رأيتُ أنّ رأسي حُلِقَ ، وأنّه خرج من فمي طائرٌ ، وأنّه لقيتني امرأةٌ فأدخلتني في فرجها ، وأرى ابني يطلبني حَثيثاً ، ثم رأيته حُبسَ عنّي ) قالوا ( خيراً ) قال ( أمّا أنا والله فقد أوّلتها ) قالوا ( ماذا ؟) قال ( أمّا حلق رأسي فَوَضْعُهُ ، وأمّا الطائر الذي خرج من فمي فرُوحي ، وأمّا المرأة التي أدخلتني فرجها فالأرض تُحْفَرُ لي ، فأغَيّب فيها ، وأمّا طلب ابني إيّاي ثم حبْسُه عني فإني أراه سيجهد أن يُصيبه ما أصابني )


    استشهاده
    وفي موقعة اليمامة استشهد الطفيل الدوسي -رضي الله عنه- حيث هوى تحت وقع الطعان ، وجُرِحَ ابنه عمرو بن الطفيل جراحة شديدة ثم برأ منها ، واستشهد في معركة اليرموك
    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 4:17 pm

    طلحة بن عبيد الله
    رضى الله عنه


    "من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه ، فلينظر الى طلحة " حديث شريف

    من هو؟
    طلحة بن عبيـد اللـه بن عثمان التيمـي القرشي المكي المدني ، أبو محمـد
    لقد كان في تجارة له بأرض بصرى ، حين لقي راهبا من خيار رهبانها ، وأنبأه أن
    النبي الذي سيخرج من أرض الحرم ، قد أهل عصره ، ونصحه باتباعه وعاد الى
    مكـة ليسمع نبأ الوحي الذي يأتي الصادق الأميـن ، والرسالة التي يحملها ، فسارع
    الى أبي بكر فوجـده الى جانب محمد مؤمنا ، فتيقن أن الاثنان لن يجتمعا الا علـى
    الحق ، فصحبه أبـو بكر الى الرسـول -صلى الله عليه وسلم- حيث أسلم وكان من
    المسلمين الأوائل



    ايمانه
    لقد كان طلحة -رضي الله عنه- من أثرياء قومه ومع هذا نال حظه من اضطهاد المشركين ، وهاجر الى المدينة وشهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الا غزوة بدر ، فقد ندبه النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه سعيد بن زيد الى خارج المدينة ، وعند عودتهما عاد المسلمون من بدر ، فحزنا الا يكونا مع المسلمين ، فطمأنهما النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن لهما أجر المقاتلين تماما ، وقسم لهما من غنائم بدر كمن شهدها وقد سماه الرسول الكريم يوم أحُد ( طلحة الخير ) وفي غزوة العشيرة ( طلحة الفياض ) ويوم حنين ( طلحة الجود )


    بطولته يوم أحد
    في أحد أبصر طلحة -رضي الله عنه- جانب المعركة الذي يقف فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلقيه هدفا للمشركين ، فسارع وسط زحام السيوف والرماح الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرآه والدم يسيل من وجنتيه ، فجن جنونه وقفز أمام الرسول -صلى الله عليه وسلم- يضرب المشركين بيمينه ويساره ، وسند الرسول -صلى الله عليه وسلم وحمله بعيدا عن الحفرة التي زلت فيها قدمه ، ويقول أبو بكر -رضي الله عنه- عندما يذكر أحدا ( ذلك كله كان يوم طلحة ، كنت أول من جاء الى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لي الرسول ولأبي عبيدة بن الجراح "دونكم أخاكم " ونظرنا ، واذا به بضع وسبعون بين طعنة وضربة ورمية ، واذا أصبعه مقطوعة ، فأصلحنا من شأنه )

    وقد نزل قوله تعالى " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى
    نحبه ، ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلا "
    تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية أمام الصحابة الكرام ، ثم أشار الى طلحة قائلا ( من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض ، وقد قضى نحبه ، فلينظر الى طلحة ) ما أجملها من بشرى لطلحة -رضي الله عنه- ، فقد علم أن الله سيحميه من الفتنة طوال حياته وسيدخله الجنة فما أجمله من ثواب


    عطائه وجوده
    وهكذا عاش طلحة -رضي الله عنه- وسط المسلمين مرسيا لقواعد الدين ، مؤديا لحقوقه ، واذا أدى حق ربه اتجه لتجارته ينميها ، فقد كان من أثرى المسلمين ، وثروته كانت دوما في خدمة الدين ، فكلما أخرج منها الشيء الكثير ، أعاده الله اليه مضاعفا ، تقول زوجته سعدى بنت عوف ( دخلت على طلحة يوما فرأيته مهموما ، فسألته ما شأنك ؟ فقال المال الذي عندي ، قد كثر حتى أهمني وأكربني وقلت له ما عليك ، اقسمه فقام ودعا الناس ، وأخذ يقسمه عليهم حتى ما بقي منه درهما )
    وفي احدى الأيام باع أرضا له بثمن عال ، فلما رأى المال أمامه فاضت عيناه من الدمع وقال ( ان رجلا تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري مايطرق من أمر ، لمغرور بالله ) فدعا بعض أصحابه وحملوا المال معه ومضى في الشوارع يوزعها حتى أسحر وما عنده منها درهما
    وكان -رضي الله عنه- من أكثر الناس برا بأهله وأقاربه ، وكان يعولهم جميعا ، لقد قيل ( كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا الا كفاه مئونته ، ومئونة عياله ) ( وكان يزوج أياماهم ، ويخدم عائلهم ، ويقضي دين غارمهم ) ويقول السائب بن زيد ( صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر و الحضر فما وجدت أحدا ، أعم سخاء على الدرهم ، والثوب ، والطعام من طلحة )


    طلحة والفتنة
    عندما نشبت الفتنة في زمن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أيد طلحة حجة المعارضين لعثمان ، وزكى معظمهم فيما ينشدون من اصلاح ، ولكن أن يصل الأمر الى قتل عثمان -رضي الله عنه- ، لا لكان قاوم الفتنة ، وما أيدها بأي صورة ، ولكن ماكان كان ، أتم المبايعة هو والزبير لعلي -رضي الله عنهم جميعا- وخرجوا الى مكة معتمرين ، ومن هناك الى البصرة للأخذ بثأر عثمان
    وكانت ( وقعة الجمل ) عام 36 هجري طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق الآخر ، وانهمرت دموع علي -رضي الله عنه- عندما رأى أم المؤمنين ( عائشة ) في هودجها بأرض المعركة ، وصاح بطلحة ( يا طلحة ، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها ، وخبأت عرسك في البيت ؟) ثم قال للزبير ( يا زبير نشدتك الله ، أتذكر يوم مر بك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بمكان كذا ، فقال لك يا زبير ، الا تحب عليا ؟؟ فقلت ألا أحب ابن خالي ، وابن عمي ، ومن هو على ديني ؟؟ فقال لك يا زبير ، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم )

    فقال الزبير ( نعم أذكر الآن ، وكنت قد نسيته ، والله لاأقاتلك )



    الشهادة
    وأقلع طلحـة و الزبيـر -رضي الله عنهما- عن الاشتراك في هذه الحرب ، ولكن دفعـا حياتهما ثمنا لانسحابهما ، و لكن لقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا ، فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلي ، وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته
    وبعد أن انتهى علي -رضي الله عنه- من دفنهما ودعهما بكلمات أنهاها قائلا ( اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمـان من الذين قال الله فيهم ( ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين ) ثم نظر الى قبريهما وقال ( سمعت أذناي هاتان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( طلحة و الزبير ، جاراي في الجنة )

    قبر طلحة
    لمّا قُتِلَ طلحة دُفِنَ الى جانب الفرات ، فرآه حلماً بعض أهله فقال ( ألاّ تُريحوني من هذا الماء فإني قد غرقت ) قالها ثلاثاً ، فأخبر من رآه ابن عباس ، فاستخرجوه بعد بضعة وثلاثين سنة ، فإذا هو أخضر كأنه السِّلْق ، ولم يتغير منه إلا عُقْصته ، فاشتروا له داراً بعشرة آلاف ودفنوه فيها ، وقبره معروف بالبصرة ، وكان عمره يوم قُتِلَ ستين سنة وقيل أكثر من ذلك

    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 4:18 pm

    طلحة بن عبيد الله
    رضى الله عنه


    "من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه ، فلينظر الى طلحة " حديث شريف

    من هو؟
    طلحة بن عبيـد اللـه بن عثمان التيمـي القرشي المكي المدني ، أبو محمـد
    لقد كان في تجارة له بأرض بصرى ، حين لقي راهبا من خيار رهبانها ، وأنبأه أن
    النبي الذي سيخرج من أرض الحرم ، قد أهل عصره ، ونصحه باتباعه وعاد الى
    مكـة ليسمع نبأ الوحي الذي يأتي الصادق الأميـن ، والرسالة التي يحملها ، فسارع
    الى أبي بكر فوجـده الى جانب محمد مؤمنا ، فتيقن أن الاثنان لن يجتمعا الا علـى
    الحق ، فصحبه أبـو بكر الى الرسـول -صلى الله عليه وسلم- حيث أسلم وكان من
    المسلمين الأوائل



    ايمانه
    لقد كان طلحة -رضي الله عنه- من أثرياء قومه ومع هذا نال حظه من اضطهاد المشركين ، وهاجر الى المدينة وشهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الا غزوة بدر ، فقد ندبه النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه سعيد بن زيد الى خارج المدينة ، وعند عودتهما عاد المسلمون من بدر ، فحزنا الا يكونا مع المسلمين ، فطمأنهما النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن لهما أجر المقاتلين تماما ، وقسم لهما من غنائم بدر كمن شهدها وقد سماه الرسول الكريم يوم أحُد ( طلحة الخير ) وفي غزوة العشيرة ( طلحة الفياض ) ويوم حنين ( طلحة الجود )


    بطولته يوم أحد
    في أحد أبصر طلحة -رضي الله عنه- جانب المعركة الذي يقف فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلقيه هدفا للمشركين ، فسارع وسط زحام السيوف والرماح الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرآه والدم يسيل من وجنتيه ، فجن جنونه وقفز أمام الرسول -صلى الله عليه وسلم- يضرب المشركين بيمينه ويساره ، وسند الرسول -صلى الله عليه وسلم وحمله بعيدا عن الحفرة التي زلت فيها قدمه ، ويقول أبو بكر -رضي الله عنه- عندما يذكر أحدا ( ذلك كله كان يوم طلحة ، كنت أول من جاء الى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال لي الرسول ولأبي عبيدة بن الجراح "دونكم أخاكم " ونظرنا ، واذا به بضع وسبعون بين طعنة وضربة ورمية ، واذا أصبعه مقطوعة ، فأصلحنا من شأنه )

    وقد نزل قوله تعالى " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى
    نحبه ، ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلا "
    تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية أمام الصحابة الكرام ، ثم أشار الى طلحة قائلا ( من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض ، وقد قضى نحبه ، فلينظر الى طلحة ) ما أجملها من بشرى لطلحة -رضي الله عنه- ، فقد علم أن الله سيحميه من الفتنة طوال حياته وسيدخله الجنة فما أجمله من ثواب


    عطائه وجوده
    وهكذا عاش طلحة -رضي الله عنه- وسط المسلمين مرسيا لقواعد الدين ، مؤديا لحقوقه ، واذا أدى حق ربه اتجه لتجارته ينميها ، فقد كان من أثرى المسلمين ، وثروته كانت دوما في خدمة الدين ، فكلما أخرج منها الشيء الكثير ، أعاده الله اليه مضاعفا ، تقول زوجته سعدى بنت عوف ( دخلت على طلحة يوما فرأيته مهموما ، فسألته ما شأنك ؟ فقال المال الذي عندي ، قد كثر حتى أهمني وأكربني وقلت له ما عليك ، اقسمه فقام ودعا الناس ، وأخذ يقسمه عليهم حتى ما بقي منه درهما )
    وفي احدى الأيام باع أرضا له بثمن عال ، فلما رأى المال أمامه فاضت عيناه من الدمع وقال ( ان رجلا تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري مايطرق من أمر ، لمغرور بالله ) فدعا بعض أصحابه وحملوا المال معه ومضى في الشوارع يوزعها حتى أسحر وما عنده منها درهما
    وكان -رضي الله عنه- من أكثر الناس برا بأهله وأقاربه ، وكان يعولهم جميعا ، لقد قيل ( كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا الا كفاه مئونته ، ومئونة عياله ) ( وكان يزوج أياماهم ، ويخدم عائلهم ، ويقضي دين غارمهم ) ويقول السائب بن زيد ( صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر و الحضر فما وجدت أحدا ، أعم سخاء على الدرهم ، والثوب ، والطعام من طلحة )


    طلحة والفتنة
    عندما نشبت الفتنة في زمن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أيد طلحة حجة المعارضين لعثمان ، وزكى معظمهم فيما ينشدون من اصلاح ، ولكن أن يصل الأمر الى قتل عثمان -رضي الله عنه- ، لا لكان قاوم الفتنة ، وما أيدها بأي صورة ، ولكن ماكان كان ، أتم المبايعة هو والزبير لعلي -رضي الله عنهم جميعا- وخرجوا الى مكة معتمرين ، ومن هناك الى البصرة للأخذ بثأر عثمان
    وكانت ( وقعة الجمل ) عام 36 هجري طلحة والزبير في فريق وعلي في الفريق الآخر ، وانهمرت دموع علي -رضي الله عنه- عندما رأى أم المؤمنين ( عائشة ) في هودجها بأرض المعركة ، وصاح بطلحة ( يا طلحة ، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها ، وخبأت عرسك في البيت ؟) ثم قال للزبير ( يا زبير نشدتك الله ، أتذكر يوم مر بك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بمكان كذا ، فقال لك يا زبير ، الا تحب عليا ؟؟ فقلت ألا أحب ابن خالي ، وابن عمي ، ومن هو على ديني ؟؟ فقال لك يا زبير ، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم )

    فقال الزبير ( نعم أذكر الآن ، وكنت قد نسيته ، والله لاأقاتلك )



    الشهادة
    وأقلع طلحـة و الزبيـر -رضي الله عنهما- عن الاشتراك في هذه الحرب ، ولكن دفعـا حياتهما ثمنا لانسحابهما ، و لكن لقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا ، فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلي ، وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته
    وبعد أن انتهى علي -رضي الله عنه- من دفنهما ودعهما بكلمات أنهاها قائلا ( اني لأرجو أن أكون أنا وطلحـة والزبيـر وعثمـان من الذين قال الله فيهم ( ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين ) ثم نظر الى قبريهما وقال ( سمعت أذناي هاتان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ( طلحة و الزبير ، جاراي في الجنة )

    قبر طلحة
    لمّا قُتِلَ طلحة دُفِنَ الى جانب الفرات ، فرآه حلماً بعض أهله فقال ( ألاّ تُريحوني من هذا الماء فإني قد غرقت ) قالها ثلاثاً ، فأخبر من رآه ابن عباس ، فاستخرجوه بعد بضعة وثلاثين سنة ، فإذا هو أخضر كأنه السِّلْق ، ولم يتغير منه إلا عُقْصته ، فاشتروا له داراً بعشرة آلاف ودفنوه فيها ، وقبره معروف بالبصرة ، وكان عمره يوم قُتِلَ ستين سنة وقيل أكثر من ذلك

    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 4:21 pm

    عاصم بن ثابت
    رضي الله عنه


    من هو؟
    هو عاصـم بن ثابـت بن أبي الأقْلَح في يـوم أحد أبلى بلاء عظيما فقتل مُسَافع
    ابن طلحة وأخاه الجُلاس بن طلحة كلاهما يُشعـره سهماً فيأتي أمه سُلافة فيضع
    رأسه في حجرها فتقول ( يا بني من أصابك ؟) فيقول ( سمعت رجلا حين
    رمانـي وهو يقول خذهـا وأنا ابن أبي الأقلـح ) فنذرت أن أمكنها اللـه
    من رأس عاصم أن تشرب فيه الخمر


    يوم الرجيع
    في سنة ثلاث للهجرة ، قدم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد غزوة أحد نفر من عَضَل والقَارَة فقالوا ( يا رسول الله ، إن فينا إسلاما ، فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين ، ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام ) فبعث معهم مرثد بن أبي مرثد ، وخالد بن البكير ، وعاصم بن ثابت ، وخبيب بن عدي ، وزيد بن الدثنة ، وعبدالله بن طارق ، وأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- على القوم مرثد بن أبي مرثد
    فخرجوا حتى إذا أتوا على الرجيع ( وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز على صدور الهدأة ) غدروا بهم ، فاستصرخوا عليهم هذيلا ، ووجد المسلمون أنفسهم وقد أحاط بهم المشركين ، فأخذوا سيوفهم ليقاتلوهم فقالوا لهم ( إنا والله ما نريد قتلـكم ، ولكنا نريد أن نصيـب بكم شيئا من أهل مكـة ، ولكم عهد الله وميثاقـه ألا نقتلكم ) فأما زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي وعبد الله بن طارق فلانوا ورقّوا فأعطوا بأيديهم فأسروهم (وإن استشهدوا لاحقا بمواقف مختلفة) وأما مرثد بن أبي مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت فقالوا ( والله لا نقبل من مشرك عهدا ولا عقدا أبدا ) وقال عاصم :
    ما علّتي وأنا جَلـدٌ نابل***والقوس فيها وَتَرٌ عُنابل
    تزلُّ عن صفحتها المعابل***الموتُ حقٌّ والحياةُ باطلُ
    وكل ما حَـمُّ الإلهُ نازل***بالمرء والمرء إليه آئـل
    إن لم أقاتلكم فأمي هابلُ



    عهد الله
    ثم قاتلوا القوم وقتلوا فلما قُتِلَ عاصم أرادت هُذيل أخذ رأسه ليبيعوه من سُلافة بنت سعد بن شُهَيد وكانت قد نذرت حين أصاب ابنيها يوم أحد لئن قدرت على رأس عاصم لتشربن في قحفه الخمر ، فمنعتْه الدَّبْر فلما حالت بينه وبينهم الدَّبْرُ قالوا ( دعوه حتى يمسي فتذهب عنه فنأخذه ) فبعث الله الوادي فاحتمل عاصماً فذهب به ، وقد كان عاصم قد أعطى الله عهداً ألاَّ يمسّه مشركٌ ولا يمسَّ مشركاً أبداً تنجُّساً ، فكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول حين بلغه أن الدَّبْرَ منعته ( يحفظ الله العبد المؤمن ، كان عاصم نذر ألا يمسّه مشرك ولا يمس مشركاً أبداً في حياته ، فمنعه تالله بعد وفاته ، كما امتنع منه في حياته )
    .
    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 4:30 pm

    عباد بن بشر
    رضي الله عنه


    " ثلاثة من الأنصار لم يجاوزهم في الفضل أحد
    سعد بن معاذ ، وأسَيْد بن حُضَير ، وعبّاد بن بشر "
    أم المؤمنين عائشة


    من هو؟
    عباد بن بشر رجل من المدينة أقبل على مجلس مصعب بن عمير مُوفد الرسول -صلى
    الله عليه وسلم- وأصغى إليه ثم بسط يمينـه مبايعا على الإسـلام ، وأخذ مكانه بين
    الأنصار وفي الصفوف الأولى للجهاد في سبيل الله


    غزوة ذات الرّقاع
    بعد أن فرغ الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومعه المسلمون من غزوة ( ذات الرقاع ) نزلوا مكانا يبيتون فيه ، واختار الرسول الكريم للحراسة نفر من الصحابة يتناوبـون وكان منهم ( عمّار بن ياسـر ) و ( عباد بن بشـر )
    فقال عباد لعمّار ( أي الليل تحب أن أكفيكـه أوله أم آخره ؟)
    قال عمار ( بل اكفني أوله )

    فاضطجع عمّار ونام ، وقام عباد يصلي ، وإذا هو قائم يقرأ القرآن اخترم عَضُده سهم فنزعه واستمر في صلاته ، ثم رماه المهاجم بسهم آخر ، نزعه ، ثم عاد له بالثالث فوضعه فيه ، فنزعه وركع وسجد ثم مدّ يمينه وهو ساجد الى صاحبه عمّار وظل يهزه حتى استيقظ ثم أتم صلاته ، ووثب عمّار مُحدِثا ضجة وهرولة أخافت المتسللين وفرّوا ، ولما رأى عمّار دماء عباد قال له ( سبحان الله أفلا أهببتني أول ما رماك ؟)

    قال ( كنـت في سورة أقرؤها فلم أحـب أن أقطعها حتى أنفذها ، فلما تابـع علي الرمي ركعت فآذنتـك ، وايم الله لولا أن أضيع ثغـرا أمرني رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظه لقطع نَفْسي قبل أن أقطعها أو أنفذها )

    نوره وولاؤه
    كان عباد -رضي الله عنه- شديد الولاء لله و لرسوله ولدينه ، فمنذ أن سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول ( يا مَعْشر الأنصار أنتم الشعار ، والناس الدثار ، فلا أوتينّ مِن قِبَلكم ) وكان هو من الأنصار فسمعها ولم يتوانى عن بذل حياته وماله وروحه في سبيل الله ورسوله ، فكان عابد تستغرقه العبادة ، بطل تستغرقـه البطولة ، جواد يستغرقـه الجود ، وعرفه المسلمين بهذا الإيمان القـوي ، وقد قالت عنه السيدة عائشـة -رضي الله عنها - ( ثلاثة من الأنصار لم يجاوزهم في الفضل أحد ، سعد بن معاذ ، وأسَيْد بن حُضَير ، وعبّاد بن بشر ) وبات يُعْرَف بأنه الرجل الذي معه من الله نور بل أجمع بعض إخوانه على أنه إذا مشى في الظلام ينبعث منه أطياف ونور يضيء له الطريق !




    معركة اليمامة والشهادة
    وفي حروب الردة حمل عبّاد مسئولياته في استبسال كبير ، وفي يوم اليمامة أدرك الخطر المحيط بالمسلمين فأصبح فدائيا لا يحرص إلا على الموت والشهادة ، ويقول أبو سعيد الخدْري -رضي الله عنه- ( قال لي عبّاد بن بشر ( يا أبا سعيد رأيت الليلة كأن السماء قد فُرِجَت لي ثم أطْبَقَت علي ، وإني لأراها إن شاء الله الشهـادة ) فقلت له ( خيرا والله رأيـت )

    وإني لأنظر إليه يوم اليمامة وإنه ليصيح بالأنصار ( احطموا جُفون السيوف ، وتميزوا بين الناس ) فسارع إليه أربعمائة رجل كلهم من الأنصار ، حتى انتهوا الى باب الحديقة فقاتلوا أشـد القتال ، واستشهـد عبّاد بن بشـر رحمه الله ، ورأيت في وجهه ضربا كثيرا ، وما عرفته إلا بعلامة كانت في جسده )
    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 4:37 pm

    عبادة بن الصامت
    رضي الله عنه

    " ارجع الى مكانك ، فقبح الله أرضاً ليس فيها مثلك "
    عمر بن الخطاب


    من هو؟
    عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري الخزرجي من أوائل من أسلم بالمدينة المنورة
    وبايع الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- بيعتي العقبة الأولى والثانيـة ، واختاره
    النبي -صلى اللـه عليه وسلم- ضمن الاثنى عشر نقيبا الذين قاموا بنشر الإسلام
    بين الأوس و الخزرج


    بني قينقاع
    كانت عائلة عبادة -رضي الله عنه- مرتبطة مع يهود بني قينقاع بحلف قديم ، حتى كانت الأيام التي تلت غزوة بدر وسبقت غزوة أحد ، فشرع اليهود يتنمرون ، وافتعلوا أسبابا للفتنة على المسلمين ، فينبذ عبادة عهدهم وحلفهم قائلا ( إنما أتولى الله ورسوله والمؤمنين ) فيتنزل القرآن محييا موقفه وولائه قائلا في آياته

    ( ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون )



    فضله
    كان له شرف الجهاد في بدر الكبرى و ما تلاها من غزوات ، واستعمله الرسول -صلى الله عليه وسلم- على بعض الصدقات وقال له ( اتقِ الله يا أبا الوليد ! اتقِ لا تأتي يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة لها ثواج ) فقال ( يا رسـول اللـه ! إن ذلك كذلك ؟!) قال ( إي والذي نفسي بيده إن ذلك لكذلك إلا مَنْ رحِم الله عزّ وجل ) فقال ( فوالذي بعثك بالحق لا اعمل على اثنين أبداً )


    القرآن

    وكان عبادة -رضي الله عنه- ممن جمع القرآن في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وكان يُعلّم أهل الصّفّة القرآن الكريم ، وفي عهد أبوبكر الصديق -رضي الله عنه- كان أحد الذين شاركوا في جمع القرآن الكريم ، ولمّا فتح المسلمون الشام أرسله عمر بن الخطاب وأرسل معه معاذ بن جبل وأبا الدرداء ليعلموا الناس القرآن بالشام ويفقهوهم بالدين ، وأقام عبادة بحمص وأبو الدرداء بدمشق ومعاذ بفلسطين ، ومات معاذ عام طاعون عمواس ، وصار عبادة إلى فلسطين ، وكان عبادة أول من ولي قضاء فلسطين


    موقفه من معاوية

    كان -رضي الله عنه- يقول ( بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ألا نخاف في الله لومة لائم ) لذا كان يعارض سياسة معاوية في الحكم والسلطان ، فعبادة بن الصامت كان من الرعيل الأول الذي تربى على يد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وكانت أنباء هذه المعارضة تصل قدوة الى كافة أرجاء الدولة الإسلامية ، ولما زادت الهوة بينهما قال عبادة لمعاوية ( والله لا أساكنك أرضا واحدة أبدا ) وغادر فلسطين الى المدينة ، ولكن الخليفة عمر -رضي الله عنه- كان حريصا على أن يبقى رجل مثل عبادة الى جانب معاوية ليكبح طموحه ورغبته في السلطان ، لذا ما كاد يرى عبادة قادما الى المدينة حتى قال له ( ما الذي جاء بك يا عبادة ؟) فلما أقص عليه ما كان بينه وبين معاوية قال عمر ( ارجع الى مكانك ، فقبح الله أرضاً ليس فيها مثلك ) ثم أرسل عمر الى معاوية كتابا يقول فيه ( لا إمرة لك على عبادة ) فعبادة أمير نفسه


    قول الحق

    مرّت على عبادة -رضي الله عنه- قِطارة وهو بالشام ، تحمل الخمر فقال ( ما هذه ؟ أزيت ؟ ) قيل ( لا ، بل خمر يُباع لفلان) فأخذ شفرةً من السوق فقام إليها فلم يذر فيها راوية إلا بقرها ، وأبو هريرة إذ ذاك بالشام فأرسل فلان إلى أبي هريرة فقال ( ألا تمسك عنّا أخاك عُبادة بن الصامت ، أمّا بالغـدوات فيغدو إلى السـوق فيفسد على أهل الذمّـة متاجرهم ، وأمّا بالعشـيّ فيقعد بالمسجد ليس له عمل إلا شتـم أعراضنـا وعيبنا ، فأمسك عنّا أخاك )
    فأقبل أبو هريرة يمشي حتى دخل على عّبادة ، فقال ( يا عبادة ، ما لك ولمعاوية ؟ ذره وما حمل ، فإن الله تعالى يقول

    تِلْكَ أمّةٌ قد خَلَت لها ما كسَبَتْ ولكم ما كسبتُم ) سورة البقرة آية (141)
    قال ( يا أبا هريرة ، لم تكن معنا إذ بايعنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، بايعناه على السمع والطاعة في النشاط و الكسل ، وعلى النفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن نقول في الله لا تأخذنا في الله لومة لائم ، وعلى أن ننصره إذا قدم علينا يثرب ، فنمنعه ممّا نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأهلنا ، ولنا الجنة ، ومن وفّى وفّى الله له الجنة بما بايع عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ) فلم يكلمه أبو هريرة بشيء
    فكتب معاوية إلى عثمان بالمدينة ( أن عُبادة بن الصامت قد أفسد علي الشام وأهله ، فإمّا أن يكفّ عبادة وإمّا أن أخلي بينه وبين الشام ) فكتب إليه عثمان أن أرحله إلى داره من المدينة ، فقدم عبادة إلى المدينة ودخل على عثمان الدار وليس فيها إلا رجلٌ من السابقين بعينه ، ومن التابعين الذين أدركوا القوم متوافرين ، فلم يُفْجَ عثمان به إلا وهو قاعد في جانب الدار ، فالتفت إليه وقال ( ما لنا ولك يا عُبادة ؟) فقام عُبادة قائماً وانتصب لهم في الدار فقال ( إني سمعت رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- أبا القاسم يقول ( سيلي أموركم بعدي رجال يُعرِّفونَكم ما تنكرون ، وينكرون عليكم ما تعرفون ) فلا طاعة لمن عصى الله ، فلا تضلوا بربكم ، فوالذي نفس عُبادة بيده أن معاوية لمن أولئك ) فما راجعه عثمان حرفاً


    الذهب بالذهب

    وكان عُبادة -رضي الله عنه- بالشام فرأى آنية من فضة يباع الإناء بمثلي ما فيه ، أو نحو ذلك ، فمشى إليهم عُبادة فقال ( أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا عبادة بن الصامت ، ألا وإنّي سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مجلس من مجالس الأنصار ليلة الخميس من رمضان ، لم يَصُم رمضان بعده يقول ( الذهب بالذهب مِثْلاً بمثْل ، سواء بسواء ، وزناً بوزن ، يداً بيد ، فما زاد فهو رِبا ، والحنطة بالحنطة ، قفيز بقفيز ، يدٌ بيدٍ ، فما زاد فهو ربا ، والتمر بالتمر ، قفيزٌ بقفيزٍ ، يد بيد ، فما زاد فهو رِبا )

    فتفرّق الناس عنه ، فأتِيَ معاوية فأخبِرَ بذلك ، فأرسل إلى عُبادة فأتاه فقال له معاوية ( لئن كنت صحبت النبي -صلى اللـه عليه وسلم- وسمعت منه ، لقد صحبناه وسمعنا منه ) فقال له عُبادة ( لقد صحبته وسمعت منه ) فقال له معاوية ( فما هذا الحديث الذي تذكره ؟) فأخبره فقال معاوية ( اسكـتْ عن هذا الحديـث ولا تذكـره ) فقال له عبادة ( بلى ، وإن رغم أنفُ معاوية ) ثم قام فقال له معاوية ( ما نجد شيئاً أبلغ فيما بيني وبين أصحاب محمد -صلى اللـه عليه وسلم- من الصفح عنهم )


    الهدية

    أُهديَت لعُبادة بن الصامت هديةٌ ، وإنّ معه في الدار اثني عشر أهل بيتٍ ، فقال عُبادة ( اذهبوا بهذه إلى آل فلان فهم أحوج إليها منّا ) فما زالوا كلّما جئتُ إلى أهلِ بيتٍ يقولون ( اذهبوا إلى آل فلان ، هم أحوج إليه منّا ) حتى رجعت الهدية إليه قبل الصبح


    بطولته

    أما بطولته العسكرية فقد تجلت في مواطن كثيرة فعندما طلب عمرو بن العاص مددا من الخليفة لاتمام فتح مصر أرسل اليه أربعة آلاف رجل على رأس كل منهم قائد حكيم وصفهم الخليفة قائلا (اني أمددتك بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم رجل بألف رجل) وكان عبادة بن الصامت واحدا من هؤلاء الأربعة الأبطال


    فتح مصر

    وقد تجلت مهارته كذلك في مفاوضاته للمقوقس حاكم مصر ولم يتزحزح عن شروطه التي عرضها عليه بالاسلام أو الجزية أو القتال فحاول المقوقس أن يطلب من الوفد المفاوض أن يختاروا واحدا غيره فلم يرضوا بغيره بديلا واستؤنف القتال وتم فتح مصر وكان فتح الاسكندرية على يديه اذ أنها عاصمة مصر آنذاك

    فتح قبرص

    وعندما توجهت جيوش المسلمين بحرا لفتح جزيرة قبرص عام ( 28هجري \ 648م ) كان عبادة بن الصامت و زوجته أم حرام بنت ملحان من بينهم وتحقق للمسلمين النصر وظفر عدد غير قليل من المسلمين بالشهادة ومن بينهم أم حرام التي استشهدت فور نزولها على البر فدفنت في الجزيرة ولايزال قبرها حتى الآن يعرف بقبر المرأة الصالحة

    وفاته

    ولمّا حضرت عبادة -رضي الله عنه- الوفاة قال ( أخرجوا فراشي إلى الصحن -أي الدار- ) ثم قال ( اجمعوا لي مَوَاليَّ وخدمي وجيراني ، ومن كان يدخل عليّ ) فجُمِعوا له ، فقال ( إنّ يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي عليّ من الدنيا ، وأول ليلة من الآخرة ، وإني لا أدري لعلّه قد فرط منّي إليكم بيدي أو بلساني شيء ، وهو -والذي نفس عبادة بيده- القِصاص يوم القيامة ، وإحرِّج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتصّ مني قبل أن تخرج نفسي ) فقالوا ( بل كنت مؤدباً ) قال ( اللهم اشهد )
    ثم قال ( أمّا لا فاحفظوا وصيّتي أحرّج على انسانٍ منكم يبكي علي ، فإذا خرجت نفسي فتوضؤوا وأحسنوا الوضوء ، ثم ليدخل كلّ انسان منكم المسجد فيصلي ثم يستغفر لعبادة ولنفسه ، فإن الله تبارك وتعالى قال

    (واسْتَعِينُوا بِالصّبْرِ والصّلاة )سورة البقرة آية (45) ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ، ولا تُتبِعُني ناراً ، ولا تضعوا تحتي أرجواناً ) وكان ذلك في العام الرابع والثلاثين -أو خمس وأربعين- من الهجرة ، توفي عبادة -رضي الله عنه- في فلسطين بمدينة الرملة ، تاركا في الحياة عبيره وشذاه

    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 4:41 pm

    العباس بن عبد المطلب
    ساقي الحرمين


    " إنما العباس صِنْوُ أبي فمن آذى العباس
    فقد آذاني "
    حديث شريف

    من هو
    العباس ( أبو الفضل ) عم رسـول الله -صلى اللـه عليه وسلم- ، يفصل بينهما سنتيـن أو
    ثلاث تزيد في عمر العباس عن عمر الرسول ، فكانت القرابة والصداقة بينهما ، إلى جانب
    خُلق العباس وسجاياه التي أحبها الرسول الكريم ، فقد كان وَصولاً للرحم والأهل ، لا يَضِنُّ
    عليهما بجهد ولا مال ، وكان فَطِناً الى حد الدهاء وله مكانا رفيعا في قريش


    إسلامه

    العباس -رضي الله عنه- لم يعلن إسلامه إلا عام الفتح ، مما جعل بعض المؤرخين يعدونه ممن تأخر إسلامهم ، بيد أن روايات أخرى من التاريخ تنبيء أنه كان من المسلمين الأوائل ولكن كتم إسلامه ، فيقول أبو رافع خادم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( كنت غلاماً للعباس بن عبد المطلب ، وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت ، فأسلم العباس ، وأسلمت أمُّ الفضل ، وأَسْلَمْتُ ، وكان العباس يكتم إسلامه )

    فكان العباس إذا مسلماً قبل غزوة بدر ، وكان مقامه بمكة بعد هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-وصحبه خُطَّة أدت غايتها على خير نسق ، وكانت قريش دوما تشك في نوايا العباس ، ولكنها لم تجد عليه سبيلا وظاهره على مايرضون من منهج ودين ، كما ذُكِرَ أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أمر العباس بالبقاء في مكة ( إن مُقامك مُجاهَدٌ حَسَنٌ ) فأقام بأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم-


    بيعة العقبة

    في بيعة العقبة الثانية عندما قدم مكة في موسم الحج وفد الأنصار ، ثلاثة وسبعون رجلا وسيدتان ، ليعطوا الله ورسوله بيعتهم ، وليتفقوا مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الهجرة الى المدينة ، أنهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- نبأ هذا الوفد الى عمه العباس فقد كان يثق بعمه في رأيه كله ، فلما اجتمعوا كان العباس أول المتحدثين فقال ( يا معشر الخزرج ، إن محمدا منا حيث قد علمتم ، وقد منعناه من قومنا ، ممن هو على مثل رأينا فيه ، فهو في عز من قومه ، ومنعة في بلده ، وإنه قد أبى إلا الإنحياز إليكم واللحوق بكم ، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ، ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك ، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم فمن الآن فدعوه ، فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده ) وكان العباس يلقـي بكلماتـه وعيناه تحدقـان في وجـوه الأنصار وترصـد ردود فعلهم

    كما تابع الحديث بذكاء فقال ( صفوا لي الحـرب ، كيف تقاتلون عدوكم ؟) فهو يعلم أن الحرب قادمة لا محالة بين الإسلام والشرك ، فأراد أن يعلم هل سيصمد الأنصار حين تقوم الحرب ، وأجابه على الفور عبد الله بن عمرو بن حرام ( نحن والله أهل الحرب ، غُذينا بها ومُرِنّا عليها ، وورِثناها عن آبائنا كابرا فكابرا ، نرمي بالنبل حتى تفنى ، ثم نطاعن بالرماح حتى تُكسَر ، ثم نمشي بالسيوف فنُضارب بها حتى يموت الأعجل منا أو من عدونا ) وأجاب العباس ( أنتم أصحاب حرب إذن ، فهل فيكم دروع ؟) قالوا ( نعم ، لدينا دروع شاملة ) ثم دار الحديث الرائع مع رسول الله والأنصار كما نعلم من تفاصيل البيعة

    وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يذكُر بالمدينة ليلة العقبة فيقول ( أيِّدتُ تلك الليلة ، بعمّي العبّاس ، وكان يأخذ على القومِ ويُعطيهم )


    غزوة بدر

    وفي غزوة بدر رأت قريش الفرصة سانحة لإختبار العباس وصدق نواياه ، فدفعته الى معركة لا يؤمن بها ولا يريدها ، والتقى الجمعان ببدر وحمي القتال ، ونادى الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه قائلا ( إني عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخْرِجوا كرهاً ، لا حاجة لهم بقتالنا ، فمن لقي منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله ومن لقي أبا البَخْتَري بن هشام بن الحارث بن أسد فلا يقتله ، ومن لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله فإنه إنما أخرج مستكرها ) فقال أبو حذيفة ( أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخوتنا وعشيرتنا ونترك العباس ، والله لئن لقيته لألحمنّه السيف ‍)




    فبلغ ذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال لعمر بن الخطاب ( يا أبا حفص ، أيضرب وجه عم رسول الله بالسيف ؟) فقال عمر ( يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه بالسيف فوالله لقد نافق ) فكان أبو حذيفة يقول ( ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ ، ولا أزال منها خائفا إلا ان تكفرّها عني الشهادة ) فقتل يوم اليمامة شهيدا

    الأسر

    قال أبو اليسر نظرتُ إلى العباس بن عبد المطلب يوم بدرٍ وهو قائم كأنه صنم ، وعيناه تذرفان ، فلمّا نظرت إليه قلت ( جزاك الله من ذي رحمٍ شرّاً ، أتقاتل ابن أخيك مع عـدوّه ) قال ( ما فعل ؟ وهل أصابه القتـل ؟) قلت ( اللـه أعزُّ له وأنصـر من ذلك ) قال ( ما تريد إلي ؟) قلت ( إسار ، فإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتلك ) قال ( ليستْ بأول صلته ) فأسرتَهُ ثم جئتُ به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
    فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( كيفَ أسرتَه يا أبا اليسر ؟) قال ( لقد أعانني عليه رجلٌ ما رأيته بعدُ ولا قبلُ ، هيئته كذا وهيئته كذا ) فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( لقد أعانك عليه مَلَكٌ كريم )
    كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحب عمه العباس كثيرا ، حتى أنه لم ينم حين أسِرَ العباس في بدر ، وحين سُئِل عن سبب أرقه أجاب ( سمعت أنين العباس في وثاقه ) فأسرع أحد المسلمين الى الأسرى وحلّ وثاق العباس وعاد فأخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- قائلا ( يا رسول الله إني أرخيت من وثاق العباس شيئا ) هنالك قال الرسول لصاحبه ( اذهب فافعل ذلك بالأسرى جميعا ) فحب الرسول للعباس لن يميزه على غيره

    الفداء

    وحين تقرر أخذ الفدية ، قال العباس ( يا رسول الله ، إني كنت مسلما ، ولكن القوم استكرهوني ) فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- للعباس ( الله أعلم بإسلامك ، فإن يكُ كما تقول فالله يجزيك بذلك ، فأمّا ظاهر أمرك فقد كنتَ علينا ، فافد نفسك وابني أخيك ، نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب ، وحليفك عتبة بن عمرو بن جَحْدم أخو بني الحارث بن فهر ) قال ( ما ذاك عندي يا رسـول اللـه ) قال ( فأين المال الذي دفنتَ أنتَ وأم الفضل ، فقلت لها إن أصبت في سفري هذا فهذا المالُ لبنيّ الفضل وعبدالله وقُثْم ) فقال ( والله يا رسول الله أنّي لأعلم إنك رسول الله ، وإن هذا لشيءٌ ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل ، فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي ) فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( ذاك شيءٌ أعطاناه الله منك ) ففدى نفسه وابني أخويه وحليفه ، ونزل القرآن بذلك

    قال تعالى ( يا أيُّها النّبيُّ قُـلْ لِمَن في أيْديكُمْ مِنَ الأسْرَى إن يَعْلَمِ اللّهُ في قلوبكم خيراً يُؤْتِكُمْ خيراً ممّا أُخِذَ منكم ويغفرْ لكم واللّهُ غَفورٌ رحيمٌ ) سورة الأنفال آية (7)
    قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( وَفّيْتَ فوفّى الله لك ) وذلك أنّ الإيمان كان في قلبه ، وقال العبّاس فأعطاني الله تعالى مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبداً ، كلهم في يده مالٌ يضرب به ، مع ما أرجو من مغفرة الله تعالى )
    وهكذا فدا العباس نفسه ومن معه وعاد الى مكة ، ولم تخدعه قريش بعد ذلك أبدا وبعد حين جمع ماله ومتاعه وأدرك الرسول الكريم بخيبر ، وأخذ مكانه بين المسلميـن وصار موضع حبهم وإجلالهم ، لاسيما وهم يرون حب الرسـول له وقوله ( إنما العباس صِنْوُ أبي فمن آذى العباس فقـد آذاني ) وأنجب العباس ذرية مباركة وكان ( حبر الأمة ) عبد الله بن العباس أحد هؤلاء الأبناء



    يوم حنين

    حين كان المسلمون مجتمعين في أحد الأودية ينتظرون مجيء عدوهم ، كان المشركون قد سبقوهم الى الوادي وكمنوا لهم في شعابه ممسكين زمام الأمور بأيديهم ، وعلى حين غفلة انقضوا على المسلمين في مفاجأة مذهلة جعلتهم يهرعون بعيدا ، ورأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما أحدثه الهجوم المفاجيء فعلا صهوة بغلته البيضاء وصاح ( إلي أيها الناس ، هلمّوا إلي ، أنا النبي لا كذِب ، أنا ابن عبد المطلب )

    ولم يكن حول الرسول -صلى الله عليه وسلم- يومئذ إلا أبو بكر ،وعمر ،وعلي بن أبي طالب ،والعباس بن عبد المطلب ،وولده الفضل بن العباس ،وجعفر بن الحارث ،وربيعة بن الحارث ، وأسامة بن زيد ،وأيمن بن عبيد ،وقلة أخرى من الصحابة ،وسيدة أخذت مكانا عاليا بين الأبطال هي أم سليم بنت مِلْحان وكانت حاملا انتهت الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقالت ( اقتل هؤلاء الذين ينهزمون عنك ، كما تقتل الذين يقاتلونك ، فإنهم لذلك أهل )

    هناك كان العباس الى جوار النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحدى الموت والخطر ، أمره الرسول أن يصرخ في الناس فصرخ بصوته الجهوري ( يا معشر الأنصار ، يا أصحاب البيعة ) فأجابوه ( لبيك ، لبيك ) وانقلوا عائدين كالإعصار صوب العباس ، ودارت المعركة من جديد وغلبت خيل الله ، وتدحرج قتلى هَوَازن وثقيف


    فضله

    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( إن الله تعالى اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ، فمنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة ، يوم القيامة ، تجاهَيْن والعبّاس بيننا مؤمن بين خليلين ) وقال -صلى الله عليه وسلم- ( أيّها الناس ، أيُّ أهل الأرض أكرم على الله ؟) قالوا ( أنت ) قال ( فإن العبّاس مني وأنا منه ، لا تسبّوا موتانا فتؤذوا أحياءنا )
    قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- للعبّاس ( لا ترمِ منزلك وبنوك غداً حتى آتيكم ، فإن لي فيكم حاجة ) فانتظروه حتى بعد ما أضحى ، فدخل عليهم فقال ( السلام عليكم ) قالوا ( وعليكم السلام ورحمـة اللـه وبركاته ) قال ( كيف أصبحتـم ؟) قالوا ( بخير نحمد اللـه ) قال ( تقاربوا يزحف بعضكم إلى بعض ) حتى إذا أمكنوه اشتمل عليهم بملاءته فقال ( يا ربّ ، هذا عمّي وصِنْوُ أبي وهؤلاء أهل بيتي ، فاسترهم من النار كستري إيّاهم بملاءتي هذه ) فأمّنت أسكفةُ الباب وحوائط البيت فقالت ( آمين آمين آمين!)


    عام الرمادة

    في عام الرمادة حين أصاب العباد قحط ، خرج أمير المؤمنين عمر والمسلمون معه الى الفضاء الرحب يصلون صلاة الإستسقاء ، ويضرعون الى الله أن يرسل إليهم الغيث والمطر ، ووقف عمر وقد أمسك يمين العباس بيمينه ، ورفعها صوب السماء وقال ( اللهم إنا كنا نستسقي بنبيك وهو بيننا ، اللهم وإنا اليوم نستسقي بعمِّ نبيك ، فاسقنا ) ولم يغادر المسلمون مكانهم حتى جاءهم الغيث ، وهطل المطر ، وأقبل الأصحاب على العباس يعانقونه و يقبلونه ويقولون ( هنيئا لك ساقي الحرمين )


    وفاته

    وفي يوم الجمعة ( 14 / رجب / 32 للهجرة ) سمع أهل العوالي بالمدينة مناديا ينادي ( رحم الله من شهد العباس بن عبد المطلب ) فأدركوا أن العباس قد مات ، وخرج الناس لتشييعه في أعداد هائلة لم تعهد المدينة مثلها ، وصلى عليه خليفة المسلمين عثمان بن عفان ، ووري الثرى في البقيع
    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 4:45 pm

    عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
    أول مواليد الحبشة



    " اللهم اخلِفْ جعفراً في ولده "
    حديث شريف


    من هو؟

    عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ( أبو جعفر ) الهاشمي القرشي
    والده ذي الجناحيـن ابن عمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم
    وأمه أسماء بنت عُمَيْس ، وكان أول مولود في الإسلام بالحبشة
    وقدم مع أبيه المدينـة ، وهو أخو محمد بن أبي بكر الصديـق
    ويحيى بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم- لأمّهما


    فضله

    قال عبد الله بن جعفر لقد رأيتني وقُثَمَ وعبيد الله ابني عباس ، ونحن صبيان إذ مرّ بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال ( ارفعوا هذا إليّ ) فحملني أمامه ، وقال لقُثم ( ارفعوا هذا إليّ) فحمله وراءه ، وكان عبيد الله أحبّ إلى عباس ، فما استحيا من عمّه أن حمل قثم وتركه ، ومسح على رأسي ثلاثاً كلمّا مسح قال ( اللهم اخلِفْ جعفراً في ولده )
    وقد مرّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعبد الله بن جعفر وهو يبيع ، بيع الغلمان والصبيان فقال ( اللهمّ بارك له في بيعه ) وقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( أشبهتَ خلْقي وخلُقي )


    الجمل

    وقال عبد الله بن جعفر أردفني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وراءه ذات يوم ، فأسرّ إلي حديثاً لا أحدّث به أحداً من الناس ، وكان أحب ما استتر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحاجته أو حائش نخل -يعني حائطاً- فدخل حائطاً لرجل من الأنصار ، فإذا به جمل ، فلما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- حَرْحَرَ وذرفتْ عيناه ، فأتاه النبي الكريم ، فمسح رأسه إلى سنامه ، وذفريه فسكن فقال ( مَنْ ربُّ هذا الجمل ؟) فجاء فتى من الأنصار فقال ( هو لي يا رسول الله ) فقال ( أفلا تتقي الله في هذه البهيمة ملّكك الله إيّاها فاشتكى إنّك تجيعه وتدئبه )


    كرمه

    كان سيّداً عالماً كريماً ، جواداً كبير الشأن ، كان أحد أمراء جيش علي يوم صفّين ، وقد وجّه يزيد بن معاوية لعبد الله بن جعفر مالاً جليلاً هدية ، ففرّقه في أهل المدينة ، ولم يُدخِل منزله منه شيئاً ، وقد مدَحَ الشمّاخ بن ضرار عبد الله بن جعفر فقال

    إنّك يا ابن جعفـر نِعْمَ الفتـى ونِعْمَ مَـأوى طارِقٍ إذا أتـى
    ورُبَّ ضَيْفٍ طَرَقَ الحيّّ سُرَى صَادَفَ زاداً وحديثاً ما اشتهى
    وقد مَدَحَه نُصيبُ ، فأعطاه إبلاً وخيلاً وثياباً ودنانير ودراهم ، فقيل له ( تُعطي لهذا الأسود مثلَ هذا ؟!) قال ( إن كان أسود فشعره أبيض ، ولقد استحق بما قال أكثر ممّا نال ، وهل أعطيناه إلا ما يَبْلى ويفْنَى ، وأعطانا مَدْحاً يُرْوى ، وثناءً يَبْقى )



    السَّلَف

    ورويَ أن عبد الله بن جعفر أسلف الزبير بن العوام ألف ألف درهم ، فلمّا قُتِلَ الزبير قال ابنه عبد الله لعبد الله بن جعفر ( إنّي وجدتُ في كُتِب أبي أنّ له عليك ألـف ألـف درهم ) فقال ( هو صادق فاقبضها إذا شئت ) ثم لقيه فقال ( يا أبا جعفر وهمتُ المالَ لكَ عليه ؟) قال ( فهو له ) قال ( لا أريد ذلك ) قال ( فاختـر إنْ شئـت فهو له ، وإنْ كرهـت ذلك فله فيه نظرة ما شئـت ، وإن لم ترد ذلك فبعني من ماله ماشئت ) قال ( أبيعك ولكن أقوّم )
    فقوّم الأموال ثم أتاه ، فقال ( أحب أن لا يحضرني وإيّاك أحدٌ ) فانطلق ، فمضى معه ، فأعطاه خراباً وشيئاً لا عمارةَ فيه ، وقوّمه عليه حتى إذا فرغ ، قال عبد الله بن جعفر لغلامه ( ألقِ لي في هذا الموضع مصلى ) فألقى له في أغلظ موضع من تلك المواضع مصلى ، فصلى ركعتين ، وسجد فأطال السجـود يدعو ، فلمّا قضـى ما أراد من الدعاء قال لغلامـه ( احفـر في موضع سجودي ) فحفر فإذا عين قد أنبطها ، فقال له ابن الزبير ( أقلني ) قال ( أما دعائي وإجابة الله إياي فلا أقيلك ) فصار ما أخذ منه أعمر ممّا في يدِ ابن الزبير


    الوفاة

    توفي عبد الله بن جعفر -رضي الله عنه- في المدينة سنة ثمانين للهجرة ، وكان عمره تسعين سنة

    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 4:48 pm

    [color=green]
    عبد الله بن رواحة
    رضي الله عنه


    " رحِمَ الله ابن رواحة ، إنه يحبّ المجالس
    التي يتباهى بها الملائكة "
    حديث شريف


    من هو؟

    عبد الله بن رواحة كان كاتبا وشاعرا من أهل المدينة ، منذ أسلم وضع كل مقدرته
    في خدمة الإسلام ، بايع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بيعة العقبة الأولى
    والثانية ، وكان واحدا من النقباء الذين اختارهم الرسول الكريم



    الشعر


    جلس الرسـول -صلى الله عليه وسلم- مع نفر من أصحابه فأقبل عبد الله بن رواحة ، فقال له الرسـول الكريـم ( كيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول ؟) فأجاب عبد الله ( أنظُر في ذاك ثم أقول ) ومضى على البديهة ينشد (


    يا هاشـم الخيـر إن اللـه فضلكم***على البريـة فضـلاً ما له غيـر
    إني تفرَّسـتُ فيك الخيـر أعرفـه***فِراسـة خالَفتهم في الذي نظـروا
    ولو سألت أو استنصرت بعضهمو***في حلِّ أمرك ما ردُّوا ولا نصروا
    فثَّبـت اللـه ما آتـاك من حَسـَنٍ***تثبيت موسى ونصرا كالذي نُصِرُوا


    فسُرّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ورضي وقال ( وإياك فثبَّت الله )ولكن حزن الشاعر عندما نزل قوله تعالى (

    والشُّعَرَاءُ يَتّبِعُهُمُ الغَاوُون ) سورة الشعراء آية (224)
    ولكنه عاد وفرح عندما نزلت آية أخرى (
    إلا الذينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالحَات ، وذَكَروا اللهَ كَثِيراً ، وانْتَصَروا مِنْ بَعْد مَا ظُلمُوا)


    فضله

    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( نِعْمَ الرجل عبد الله بن رواحة ) وقال -صلى الله عليه وسلم- ( رحِمَ الله ابن رواحة ، إنه يحبّ المجالس التي يتباهى بها الملائكة ) وقال ( رحِمَ الله أخي عبد الله بن رواحة ، كان أينما أدركته الصلاة أناخ )

    قال أبو الدرداء أعوذ بالله أن يأتي عليّ يومٌ لا أذكر فيه عبد الله بن رواحة ، كان إذا لقيني مقبلاً ضربَ بين ثدييّ ، وإذا لقيني مدبراً ضربَ بين كتفيّ ثم يقول ( يا عُويمر ، اجلس فلنؤمن ساعة ) فنجلس فنذكر الله ما شاء ، ثم يقول ( يا عويمر هذه مجالس الإيمان )


    جهاده

    كان يحمل عبد الله بن رواحة سيفه في كل الغزوات وشعاره ( يا نفْسُ إلا تُقْتَلي تموتي ) وصائحا في المشركين (
    خلُّوا بني الكفار عن سبيله خلوا ، فكل الخير في رسوله
    استخلفه الرسول -صلى الله عليه وسلم- على المدينة حين خرج إلى غزوة بدر الموعد ، وبعثه في سرية في ثلاثين راكباً إلى أسير بن رازم اليهودي بخيبر ، فقتله ، وبعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-إلى خيبر خارِصاً ، فلم يزل يخرص عليهم -أي ما يتوجب دفعه عليهم لرسول الله من تمرٍ وغيره- إلى أن قُتِل بمؤتة


    غزوة مؤتة


    كان عبد الله -رضي الله عنه- ثالث الأمراء فيها ، زيد بن حارثة ، جعفر بن أبي طالب ، والثالث عبد الله بن رواحة ، فودّع الناس أمراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسلّموا عليهم ، فبكى عبد الله بن رواحة ، فسألوه عما يبكيه ، فقال ( أما والله ما بي حبّ الدنيا ولا صبابة إليها ، ولكنّي سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ

    وإنْ منكم إلاّ وَارِدُها كانَ على ربِّكَ حتّماً مقضياً سورة مريم آية (71)
    فلستُ أدري كيف لي بالصدور بعد الوُرُود ) فقال المسلمون ( صحبكم الله وردّكم إلينا صالحين ، ورفع إليكم ) فقال عبد الله بن رواحة

    لكننـي أسـأل الرحمـن مغفرة***وضَرْبة ذات فَرْع تَقْذف الزَبدا
    أو طعنة بيـديْ حرَّان مُجهـزة ***بحربة تنفـذ الأحشاء والكَبـدا
    حتى يُقال إذا مرُّوا على جَدَثـي ***يا أرشَدَ اللهُ من غازٍ وقد رَشَدا


    وتحرك الجيـش الى مؤتة ( 8 هـ )، وهناك وجـدوا جيـش الروم يقرب من مائتي ألف مقاتل ، فنظر المسلمـون الى عددهم القليل فوَجموا وقال بعضهم ( فلنبعث الى رسول الله نخبره بعدد عدونا ، فإما أن يمدنا بالرجال وإما أن يأمرنا بالزحف فنطيع ) ولكن نهض ابن رواحة وسط الصفوف وقال ( يا قوم ، إنا واللـه ما نقاتل أعداءنا بعَـدَد ولا قـوة ولا كثرة ، ما نقاتلهم إلا بهـذا الديـن الذي أكرمنا الله به ، فانطلقوا ، فإنما هي إحدى الحُسنَيَيـن ، النصر أو الشهادة ) فهتف المسلمون ( قد والله صدق ابن رواحة )


    الشهادة

    والتقى الجيشان بقتال قوي ، فسقط الأمير الأول شهيدا ، ثم سقط الأمير الثاني شهيدا ، وحمل عبد الله بن رواحة الراية فهو الأمير الثالث وسط هيبة رددته فقال لنفسه

    أقْسَمـتُ يا نَفـْسُ لَتَنْزلنَّـه***لتنـزلـنَّ ولتُكْـرَهِـنَّـه
    إن أجْلَبَ النّاس وشدُّوا الرّنّةْ***مالِي أراك تكرَهيـنَ الجنّة
    قد طالَ ما قدْ كنتِ مُطمئنةْ***هلْ أنتِ إلا نُطفةً في شنّةْ




    وقال أيضاً

    يا نفسُ إلا تُقتلي تموتـي***هذا حِمَام الموتِ قد صَلِيتِ
    وما تمنَّيـتِ فقد أُعطيـتِ***إن تفعلـي فِعْلهما هُدِيـتِ

    وانطلق يعصف بالروم عصفا ، وهوى جسده شهيدا وتحققت أمنيته ، وفي هذا الوقت كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المدينة مع أصحابه ، فصمت فجأة ورفـع عينيه ليظهر عليه الأسـى وقال ( أخذ الراية زيـد بن حارثة فقاتل بها حتى قُتِل شهيـدا ، ثم أخذها جعفـر فقاتل بها حتى قُتِل شهيـدا ) وصمت قليلا حتى تغيّرت وجوه الأنصار ، وظنّوا أنه كان في عبد الله بن رواحة ما يكرهون ، ثم استأنف قائلا ( ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قُتِل شهيدا ) ثم صمت قليلا ثم تألقت عيناه بومض متهلل مطمئن فقال ( لقد رُفِعُوا إليَّ في الجنَّة على سُرُرٍ من ذهب ، فرأيتُ في سرير عبد اللـه بن رواحتة أزْوِرَاراً عن سرير صاحبيـه ، فقلتُ عمّ هذا ؟ فقيل لي مَضَيا ، وتردد عبد اللـه بعضَ التردد ، ثم مضى فقُتِلَ ولم يُعقّب )[
    /color]
    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 4:51 pm

    عبد الله بن الزبير
    أول مواليد المدينة



    " لا يجهل حقه إلا من أعماه الله "
    ابن عباس

    من هو؟

    كان عبـد الله بن الزبيـر جنينا في بطن أمه أسماء بنت أبي بكر ، وهي تقطع
    الصحراء اللاهبة مغادرة مكة الى المدينة على طريق الهجرة العظيم ، وما كادت
    تبلغ ( قباء ) عند مشارف المدينة حتى جاءها المخاض ونزل المهاجر الجنين أرض
    المدينة في نفس الوقت الذي كان ينزلها المهاجرون من الصحابة ، وحُمِل المولود
    الأول الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقبّله وحنّكه ، فكان أول ما دخل جوف
    عبـد اللـه ريق الرسول الكريم ، وحمله المسلمون في المدينة وطافوا به المدينة
    مهلليـن مكبرين فقد كَذَب اليهـود وكهنتهم عندما أشاعـوا أنهم سحروا المسلمين
    وسلّطوا عليهم العقـم ، فلن تشهد المدينة منهم وليدا جديدا ، فأبطل عبـد الله إفك
    اليهـود وكيدهـم


    الطفل

    على الرغم من أن عبد الله لم يبلغ مبلغ الرجال في عهد الرسـول -صلى الله عليه وسلـم- إلا أن الطفل نما ونشـأ في البيئة المسلمـة ، وتلقّى من عهد الرسـول -صلى الله عليه وسـلم- كل خامات رجولتـه ومباديء حياته ، فكان خارقا في حيويتـه وفطنتـه وصلابته ، وكان شبابه طهرا وعفـة وبطولة ، وأصبح رجلا يعرف طريقه ويقطعه بعزيمة جبارة ، وكانت كنيته ( أبا بكر ) مثل جدّه أبي بكر الصديق

    وقد كُلّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غِلْمَةٍ ترعرعوا ، منهم عبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن الزبير ، وعمر بن أبي سلمة فقيل ( يا رسول الله ، لو بايعتهم فتصيبهم بركتُك ويكون بهم ذكر ) فأتِيَ بهم إليهم فكأنهم تَكَعْكَعوا -أي هابوا- حين جيء بهم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فاقتحم ابن الزبير أوّلهم ، فتبسّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال ( إنّه ابن أبيه ) وبايعوه

    الدم
    أتَى عبد الله بن الزبير النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وهو يحتجم ، فلمّا فرغ قال ( يا عبد الله ، اذهب بهذا الدم فأهْرقْهُ حيثُ لا يراكَ أحد ) فلمّا برز عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمَدَ إلى الدم فشربه ، فلمّا رجع قال ( يا عبد الله ، ما صنعت ؟) قال ( جعلته في أخفى مكان علمت أنه بخافٍ عن الناس !) قال ( لعلّك شربته ؟!) قال ( نعم ) قال ( ولِمَ شربت الدّم ؟! ويلٌ للناس منك ، وويلٌ لك من الناس !) فكانوا يرون أن القوة التي به من ذلك الدم وفي رواية أخرى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( ويلٌ لك من الناس ، وويلٌ للناس منك ، لا تمسّك النارُ إلا قَسَم اليمين ) وهو قوله تعالى

    وإن مِنكُمْ إلاّ وَارِدُهَا كانَ على ربِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً ) سورة المريم آية (71)


    إيمانه
    قال عمر بن عبد العزيز يوماً لابن أبي مُلَيْكة ( صِفْ لنا عبد الله بن الزبير ) فقال ( والله ، ما رأيت نفساً رُكّبت بين جَنْبين مثل نفسه ، ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شيء إليها ، وكان يركع أو يسجد فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله ، لا تحسبه من طول ركوعه و سجوده إلا جداراً أو ثوباً مطروحاً ، ولقد مرَّت قذيفة منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي ، فوالله ما أحسَّ بها ولا اهتزّ لها ، ولا قطع من أجلها قراءته ولا تعجل ركوعه )

    وسئل عنه ابن عباس فقال على الرغم ما بينهم من خلاف ( كان قارئاً لكتاب الله ، مُتَّبِعاً سنة رسوله ، قانتاً لله ، صائماً في الهواجر من مخافة الله ، ابن حواريّ رسول الله ، وأمه أسماء بنت الصديق ، وخالته عائشة زوجة رسول الله ، فلا يجهل حقه إلا من أعماه الله )


    فضله
    كان عبد الله بن الزبير من العلماء المجتهدين ، وما كان أحد أعلم بالمناسك منه ، وقال عنه عثمان بن طلحة ( كان عبد الله بن الزبير لا يُنازَعُ في ثلاثة شجاعة ، ولا عبادة ، ولا بلاغة ) وقد تكلّم عبد الله بن الزبير يوماً والزبير يسمع فقال له ( أي بُنيّ ! ما زلتُ تكلّم بكلام أبي بكر -رضي الله عنه-حتى ظننتُ أنّ أبا بكر قائمٌ ، فانظُر إلى منْ تزوّج فإنّ المرأة من أخيها من أبيها ) وأول من كسا الكعبة بالديباج هو عبد الله بن الزبير ، وإن كان ليُطيِّبُها حتى يجد ريحها مَنْ دخل الحرم

    قال عمر بن قيس ( كان لابن الزبير مئة غلام ، يتكلّم كلّ غلام منهم بلغة أخرى ، وكان الزبير يكلّم كلَّ واحد منهم بلغته ، وكنت إذا نظرتُ إليه في أمر دنياه قلت هذا رجلٌ لم يُرِد الله طرفةَ عين ، وإذا نظرتُ إليه في أمر آخرته قلت هذا رجلٌ لم يُرِد الدنيا طرفة عين )


    جهاده
    كان عبد الله بن الزبير وهو لم يجاوز السابعة والعشرين بطلا من أبطال الفتوح الإسلامية ، في فتح إفريقية والأندلس والقسطنطينية ففي فتح إفريقية وقف المسلمون في عشرين ألف جندي أمام عدو قوام جيشه مائة وعشرون ألفا ، وألقى عبد الله نظرة على قوات العدو فعرف مصدر قوته التي تكمن في ملك البربر وقائـد الجيش ، الذي يصيح بجنده ويحرضـهم على الموت بطريقة عجيبـة ، فأدرك عبـد الله أنه لابد من سقوط هذا القائد العنيـد ، ولكن كيف ؟ نادى عبد الله بعض إخوانه وقال لهم ( احموا ظهري واهجموا معي )

    وشق الصفوف المتلاحمة كالسهم نحو القائد حتى إذا بلغه هوى عليه في كرَّة واحـدة فهوى ، ثم استدار بمن معه الى الجنود الذين كانوا يحيطـون بملكهم فصرعوهـم ثم صاحوا ( اللـه أكبـر ) وعندما رأى المسلمون رايتهم ترتفع حيث كان قائد البربر يقف ، أدركوا أنه النصر فشدّوا شدَّة رجل واحد وانتهى الأمر بنصر المسلمين وكانت مكافأة الزبير من قائد جيش المسلمين ( عبد الله بن أبي سَرح ) بأن جعله يحمل بشرى النصر الى خليفة المسلمين ( عثمان بن عفان ) في المدينة بنفسه

    ابن معاوية
    لقد كان عبد الله بن الزبير يرى أن ( يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ) آخر رجل يصلح لخلافة المسلمين إن كان يصلح على الإطلاق ، لقد كان ( يزيد ) فاسدا في كل شيء ولم تكن له فضيلة واحدة تشفع له ، فكيف يبايعه الزبير ، لقد قال كلمة الرفض قوية صادعة لمعاوية وهو حيّ ، وها هو يقولها ليزيد بعد أن أصبح خليفة ، وأرسل إلى ابن الزبير يتوعّده بشر مصير ، هنالك قال ابن الزبير ( لا أبايع السَّكير أبدا ) ثم أنشد
    ولا ألين لغير الحق أسأله حتى يلين لِضِرْس الماضِغ الحَجر


    الإمارة

    بُويَع لعبد الله بن الزبير بالخلافة سنة أربع وستين ، عقب موت يزيد بن معاوية ، وظل ابن الزبير أميرا للمؤمنين مُتَّخِذا من مكة المكرمة عاصمة خلافته ، باسطا حكمه على الحجاز و اليمن والبصرة و الكوفة وخُرسان والشام كلها عدا دمشق بعد أن بايعه أهل هذه الأمصار جميعا ، ولكن الأمويين لا يقرُّ قرارهم ولا يهدأ بالهم ، فيشنون عليه حروبا موصولة ، حتى جاء عهد ( عبد الملك بن مروان ) حين ندب لمهاجمة عبد الله في مكة واحدا من أشقى بني آدم وأكثرهم قسوة وإجراما ، ذلكم هو ( الحجاج الثقفي ) الذي قال عنه الإمام العادل عمر بن عبد العزيز ( لو جاءت كل أمَّة بخطاياها ، وجئنا نحن بالحجّاج وحده ، لرجحناهم جميعا )


    الحجّاج
    ذهب الحجّاج على رأس جيشه ومرتزقته لغزو مكة عاصمة ابن الزبير ، وحاصرها وأهلها قُرابة ستة أشهر مانعا عن الناس الماء والطعام ، كي يحملهم على ترك عبد الله بن الزبير وحيداً بلا جيش ولا أعوان ، وتحت وطأة الجوع القاتل استسلم الأكثرون ، ووجد عبد الله نفسه وحيدا ، وعلى الرغم من أن فُرص النجاة بنفسه وبحياته كانت لا تزال مُهَيّأة له ، فقد قرر أن يحمل مسئوليته الى النهاية وراح يقاتل جيش الحجّاج في شجاعة أسطورية وهو يومئذ في السبعين من عمره
    لقد كان وضوح عبد الله -رضي الله عنه- مع نفسه وصدقه مع عقيدته ومبادئه ملازما له في أشد ساعات المحنة مع الحجّاج ، فهاهو يسمع فرقة من الأحباش ، وكانوا من أمهر الرماة والمقاتلين في جيش ابن الزبير ، يتحدثون عن الخليفة الراحل عثمان بحديث لا ورع فيه ولا إنصاف ، فعنَّفَهم وقال لهم ( والله ما أحبُّ أن أستظهر على عَدوي بمن يُبغض عثمان ) ثم صرفهم ابن الزبير عنه ، ولم يبالي أن يخسر مائتين من أكفأ الرماة عنده


    الساعات الأخيرة
    وفي الساعات الأخيرة من حياة عبد الله -رضي الله عنه- جرى هذا الحوار بينه وبين أمه العظيمة ( أسماء بنت أبي بكر ) فقد ذهب إليها ووضع أمامها الصورة الدقيقة لموقفه ومصيره الذي ينتظره فقال لها ( يا أمّه ، خذلني الناس حتى ولدي وأهلي ، فلم يبقَ معي إلا من ليس عنده من الدفع أكثر من صبر ساعة ، والقوم يعطوني ما أردت من الدنيا ، فما رأيك ؟)

    فقالت له أمه ( يا بني أنت أعلم بنفسك ، إن كنت تعلم أنك على حق وتدعو إلى حق ، فاصبر عليه حتى تموت في سبيله ، ولا تمكّن من رقبتك غِلمَان بني أمية ، وإن كنت تعلم أنك أردت الدنيا فلبِئس العبد أنت ، أهلكت نفسك وأهلكت من قُتِلَ معك )

    قال عبد الله ( هذا والله رأيي ، والذي قمت ُ به داعياً يومي هذا ، ما ركنتُ إلى الدنيا ، ولا أحببت الحياة فيها ، وما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله ، ولكنّي أحببتُ أن أعلمُ رأيك ، فتزيدينني قوّة وبصيرة مع بصيرتي ، فانظري يا أمّه فإنّي مقتول من يومي هذا ، لا يشتدّ جزعُكِ عليّ سلّمي لأمر الله ، فإن ابنك لم يتعمد إتيان منكر ، ولا عمل بفاحشة ، ولم يَجُرْ في حكم ، ولم يغدر في أمان ، ولم يتعمد ظلم مسلم ولا معاهد ، ولم يبلغني عن عمالي فريضته بل أنكرته ، ولم يكن شيء آثر عندي من رضى ربّي اللهم ! إني لا أقول هذا تزكية منّي لنفسي ، أنت أعلم بي ، ولكنّي أقوله تعزية لأمّي لتسلو به عني )

    قالت أمه أسماء ( إني لأرجو الله أن يكون عزائي فيك حسنا إن سبَقْتَني الى الله أو سَبقْتُك ، اللهم ارحم طول قيامه في الليل ، وظمأه في الهواجر ، وبِرّه بأبيه وبي ، اللهم إني أسلمته لأمرك فيه ، ورضيت بما قضيت ، فأثِبْني في عبد الله بن الزبير ثواب الصابرين الشاكرين ) وتبادلا معا عناق الوداع وتحيته


    الشهيد
    وبعد ساعة من الزمان انقضت في قتال مرير غير متكافيء ، تلقّى الشهيد ضربة الموت ، وكان ذلك في يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين ، وأبى الحجّاج إلا أن يصلب الجثمان الهامد تشفياً وخِسة ، وقامت أم البطل وعمرها سبع وتسعون سنة لترى ولدها المصلوب ، وبكل قوة وقفت تجاهه لا تريم ، واقترب الحجّاج منها قائلا ( يا أماه إن أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان قد أوصاني بك خيرا ، فهل لك من حاجة ؟) فصاحت به قائلة ( لست لك بأم ، إنما أنا أمُّ هذا المصلوب على الثّنِيّة ، وما بي إليكم حاجة ، ولكني أحدّثك حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ( يخرج من ثقيف كذّاب ومُبير ) فأما الكذّاب فقد رأيناه ، وأما المُبير فلا أراه إلا أنت )

    وتقدم عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- من أسماء مُعزِّيا وداعيا إياها الى الصبر، فأجابته قائلة (وماذا يمنعني من الصبر ، وقد أُهْدِيَ رأس يحيى بن زكريا إلى بَغيٍّ من بغايا بني إسرائيل ) يا لعظمتك يا ابنة الصدّيق ، أهناك كلمات أروع من هذه تقال للذين فصلوا رأس عبد الله بن الزبير عن جسده قبل أن يصلبوه ؟؟ أجل إن يكن رأس ابن الزبير قد قُدم هدية للحجاج ولعبد الملك ، فإن رأس نبي كريم هو يحيى عليه السلام قد قدم من قبل هدية ل ( سالومي ) بَغيّ حقيرة من بني إسرائيل ، ما أروع التشبيه وما أصدق الكلمات.
    دموع الندم
    دموع الندم
    مشرفة
    مشرفة


    عدد المساهمات : 294
    تاريخ التسجيل : 26/11/2010
    الموقع : جنة ربى هدفى

     موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة - صفحة 4 Empty رد: موسوعة الصحابة ...رضوان الله عليهم أجمعين كاملة

    مُساهمة من طرف دموع الندم الأحد ديسمبر 26, 2010 4:54 pm

    عبد الله بن زيد بن ثعلبة

    رضي الله عنه




    الآذان


    رأى عبد الله بن زيد بن ثعلبة أخو بلحارث بن الخزرج النداء ، فأتى الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال له ( يا رسول الله ، إنه طاف بي هذه الليلة طائف ، مر بي رجل عليه ثوبان أخضران ، يحمل ناقوسا في يده فقلت له ( يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس ؟) قال ( وما تصنع به ؟) قلت ( ندعو به الى الصلاة ) قال ( أفلا أدلك على خير من ذلك ؟) قلت ( وما هو ؟)

    قال ( تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حي على الصلاة حي على الصلاة ، حي على الفلاح حي على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله )

    فلما أخبر بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ( إنها لرؤيا حق إن شاء الله ، فقم مع بلال فألقها عليه فليؤذن بها ، فإنه أندى صوتا منك ) فلما أذن بها بلال سمعها عمر بن الخطاب وهو في بيته ، فخرج الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو يجر ردائه ، وهو يقول ( يا نبي الله ، والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي رأى ) فقال رسول الله ( فلله الحمد على ذلك )

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 1:25 pm