يحكى أن أحد الأطفال كان لديه سلحفاة يطعمها ويلعب معها
وفي إحدى ليال الشتاء الباردة جاء الطفل لسلحفاته العزيزة
فوجدها قد دخلت في غلافها الصلب طلبا للدفء
✿✿ ✿✿
فحاول أن يخرجها فأبت .. ضربها بالعصا فلم تأبه به ..
صرخ فيها فزادت تمنعا . فدخل عليه أبوه وهو غاضب حانق
وقال له : ماذا بك يا بني ؟ فحكى له مشكلته مع السلحفاة
فابتسم الأب وقال له دعها وتعال معي .
✿✿ ✿✿
ثم أشعل الأب المدفئة وجلس بجوارها هو والابن يتحدثون ..
وإذ بالسلحفاة تقترب منهم طالبة الدفء فابتسم الأب لطفله
وقال : يا بني الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك
فأدفئهم بعطفك، ولا تكرههم على فعل ما تريد بعصاك .
✿✿ ✿✿
وهذه إحدى أسرار الشخصيات الساحرة المؤثرة في الحياة
فهم يدفعون الناس إلى حبهم وتقديرهم ومن ثم طاعتهم
عبر إعطائهم من دفء قلوبهم ومشاعرهم الكثير والكثير .
قد تستطيع أن تجبر الحصان أن يذهب للنهر
لكنك أبدأ لن تستطيع أن تجبره أن يشرب منه
✿✿ ✿✿
كذلك البشر ، يمكنك إرهابهم وإخافتهم بسطوة أو مُلك
لكنك أبدأ لن تستطيع أن تسكن في قلوبهم
إلا بدفء مشاعرك ، وصفاء قلبك ، ونقاء روحك .
✿✿ ✿✿
قلبك هو المغناطيس الذي يجذب الناس
فلا تدع بينه وبين قلب من تحب حائلاً .
وتذكر أن الناس كالسلحفاة .. تبحث عن الدفء .
حتى الصداقة تحتاج إلى موهبة كي تحافظ عليها
............